الميدان الرياضي : تحليل : لماذا تراجع مستوى جاريث بيل مع ريال مدريد؟
التاريخ : 2015-05-13

تحليل : لماذا تراجع مستوى جاريث بيل مع ريال مدريد؟

أصبح الويلزي جاريث بيل محط اهتمام وسائل الاعلام في إسبانيا وخارجها، النجم الذي أنفق ريال مدريد من أجله 91 مليون يورو (100 مليون حسب أنباء الصحافة) لا يقدم المأمول منه في الموسم الحالي، بيل أصبح لغز محير للمدرب كارلو انشيلوتي الذي يستمر بدعمه معنوياً لكنه لا يرى النتائج من اللاعب على أرض الواقع.

صحيفة ديلي ميل البريطانية قبل يومين تحدثت عن سبب تراجع بيل مع ريال مدريد وأحالته إلى سوء تعامل زملائه معه، الويلزي يتلقى الكرة بشكل أقل من غيره في خط هجوم الريال كما أن أهدافه تأتي غالباً عبر مجهود شخصي، هذا ما أكده وكيل أعمال اللاعب الذي حمل زملاء موكله السبب في تراجع مستوى بيل.

كلام ديلي ميل ربما يحتمل جزءً من الصواب لكنه لا يكشف كل الحقيقة، يجب العودة إلى أصل المشكلة التي أفقدت بيل ثقته بنفسه.

بيل تعرض للانتقادات في المباريات الأخيرة كونه أقل من لمس الكرة في ريال مدريد، لكن متى كان بيل مميز في هذا الجانب؟ عندما نعود إلى احصائيات نهائي كأس ملك إسبانيا بين ريال مدريد وبرشلونةعام 2014 كونه أفضل مباريات بيل مع الريال، سنجد أن أرقام الويلزي كانت مخجلة من ناحية اللعب الجماعي، لمس الكرة 37 مرة فقط ومررها 19 مرة بنسبة نجاح لا تتخطى 68%!

لكن المرات القليلة التي شارك خلالها بيل في اللعب الجماعي كان خطير للغاية، منح ثلاث فرص لزملائه لتسجيل الأهداف وسدد ست تسديدات على المرمى وانطلق بالكرة في ست مناسبات! أرقام تظهر بيل وكأنه امتلك الكرة أكثر من أي لاعب على أرض الملعب، لكن الحقيقة ليست كذلك.

 

 

حتى مع توتنهام نشاهد بيل يقدم مستوى جيد ضد أرسنال في ديربي لندن في نهاية موسم 2012-2013، سجل هدف وسدد أربع كرات على المرمى وصنع فرصة خطيرة لزملائه وأرسل 6 كرات عرضية. لكن وعلى الرغم من ذلك لمس الكرة 40 مرة فقط ومررها 19 مرة بنسبة نجاح 62%!

إذاً ليس مفاجئاً او غريباً أن لا يلمس بيل كثيراً الكرة، لكن الغريب أن تختفي خطورته أمام المرمى ويتقلص عدد انطلاقاته بالكرة ويصبح بالكاد يسدد بين الخشبات الثلاث! ما الذي يحصل مع بيل؟

مشكلة الويلزي تكمن في التكتيك الذي يتبعه كارلو أنشيلوتي، المواجهات الكبيرة التي تألق خلالها مع ريال مدريد أو توتنهام كانت خطورته تظهر كون فريقه يتراجع للخلف ثم ينطلق بصورة سريعة جداً نحو الهجوم، لكن المدرب الايطالي في الموسم الحالي تخلى عن السرعة في الأداء وقلص المساحات أمام لاعبي خط الهجوم وتخلى عن أسلوب التراجع للخلف ثم الانقضاض على المنافس لصالح أسلوب الاستحواذ والتمريرات القصيرة ومحاصرة الخصم في مناطقه.

هذا التغيير في الاستراتيجية والأسلوب قلص المساحات أمام بيل خصوصاً أن خط وسط ريال مدريد يتوجه بشكل كامل نحو الجناح الأيسر في التمرير والتقدم والاختراق ولا يعتمد على الجناح الأيمن كثيراً مما ساهم في عزلة الويلزي.

أنشيلوتي حر في اختيار الأسلوب المناسب لفريقه لكنه نسي أن هذا الأسلوب تم صنعه حول لوكا مودريتش، اللاعب الذي يعرف كيف يبني اللعب من الخلف ومتى يتوغل في العمق ومتى يمرر إلى الزميل وكيف ينوع بين الجناح الأيمن والأيسر.

عندما غاب مودريتش انخفض مستوى رونالدو وبيل وبنزيما، حينها كان يجب على أنشيلوتي العودة إلى الأسلوب الهجوم المرتد لاستغلال قدرات مهاجميه الممتازة في تنفيذ ذلك، لكنه واصل الاعتماد على ذات النهج فتلاشت تدريجياً ثقة بيل بنفسه وانخفضت نسبة نجاعته، حتى رونالدو تأثر من هذا التغيير..!

 
عدد المشاهدات : [ 2132 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .