كتب: أمجد المجالي

أعلن الاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم دعمه الكامل والمطلق للسويسري جوزيف بلاتر في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي -فيفا- المقررة 29 الجاري.
وأفردت وسائل الاعلام الاسرائيلية خلال الايام الأخيرة مساحات واسعة لتسليط الضوء على الدعم والتأييد الذي يحظى به بلاتر من قبل الاتحاد الاسرائيلي واستعرضت ما وصفته بـ المواقف الايجابية لبلاتر خلال رئاسة لـ فيفا خلال 17 سنة ودعت الى أهمية استمراره في موقعه لولاية جديدة.
اللافت في الأمر، أن الاتحادات العربية التي أعلنت صراحة دعمها وتأييدها المطلق لبلاتر على حساب المرشح العربي سمو الأمير علي بن الحسين، سعت التعتيم على الموقف المؤيد للاتحاد الاسرائيلي، في اشارة واضحة وجديدة على مضيها في دعم بلاتر بل وتقديم خدمات مجانية بمحاولات التحشيد والتجييش أيضاً لمصلحة السويسري المدعوم من الاتحاد الاسرائيلي!.
هي ذاتها الاتحادات العربية التي تغنت لسنوات طويلة، ولا تزال، في القومية العربية وأهمية توحيد الموقف العربي، فيما تمضي في اتجاهات معاكسة ولا تشعر بأي خجل في وقوفها في نفس الخندق المؤيد لبلاتر بقيادة ودعم اسرائيل!.
وهل ينفع التذكير بمواقف اسرائيل المعادية للعرب والمغتصبة للحق الفلسطيني.. واصرارها على مصادرة حق الشباب الفلسطيني في التعبير عن قدراته ومهاراته؟، وهل نسي اللاهثون خلف بلاتر الدور المزدوج لرئيس الاتحاد الدولي في متابعة قضية العراقيل العديدة التي تضعها اسرائيل أمام مسيرة الكرة الفلسطينية.. والمواقف -الهزيلة- لبلاتر وتصريحاته المتناقضة؟.
من السهل أن تطلق عبارات وشعارات عروبية وقومية، لكن من الصعب أن تترجم على أرض الواقع لان ذلك يتطلب ارادة حقيقية وصادقة.. ومن السهل أن تجد لنفسك العذر لتفضيل الغريب على القريب، لكن من المستحيل أن تجد تلك التبريرات القبول لدى الاقارب.
وبالعودة الى صلب موضوع التأييد الاسرائيلي المطلق لبلاتر، فإن ذلك يتماشى بنفس الدرجة مع حجم التأييد والتهليل الذي حظي به بلاتر في اجتماع الكونجرس الأخير للاتحاد الآسيوي وحرص رئيس الاتحاد تحديداً على منح رئيس فيفا الفرصة كاملة لمخاطبة اعضاء الجمعية العومية وسرد رؤيته الانتخابية وبرنامجه على حساب مرشح القارة الأمير علي بن الحسين.. وما يحزن أن رئيس الاتحاد الآسيوي هو عربي قبل أن يكون آسيوياً.
وماذا عن شخصيات عربية رياضية أرهقت مسامعنا بحرصها على توحيد الصف العربي الرياضي، وعلى ضرورة تعزيز التواجد العربي في المحافل الآسيوية والعالمية، في الوقت الذي تتسابق نحو تقديم الولاء لـ بلاتر بل والتباهي بكتلة من الأصوات محسوبة عليها وستذهب لمرشح ينافس المرشح العربي؟!.
عن أي تبرير يتحدث من أعلن تأييده المبكر والصريح لبلاتر، حتى ان سبق في ذلك موعد الاعلان الاسرائيلي في التأييد، وعلى أي أعذار يستندون وهم يضعون العراقيل امام المرشح العربي لتعبيد الطريق أمام بلاتر المتحصن بدعم وتأييد اسرائيلي؟.
نعم لقد سقطت الأقنعة عن بلاتر ليظهر الوجه الحقيقي الضاحك والداعم والموالي للاتحاد الاسرائيلي.. ولكن ماذا عن اتحادات وشخصيات عربية لا تزال تصر على رؤية بلاتر بعديد الأقنعة.. ضاربة بذلك كل مفاهيم ومبادىء القومية العربية من اجل كسب ود «عاشق الهوكي».
هي فرصة اخيرة لتصحيح المسار، فهل يقرأ اللاهثون خلف بلاتر تداعيات الموقف الداعم والمؤيد من قبل الاتحاد الاسرائيلي أم ان مواقفهم وشعاراتهم ومبادئهم هي بالأصل حبر على ورق فقط؟.