دخلت الكرة الأردنية عصر الإحتراف منذ نحو ست سنوات، ورغم صعوبة تطبيق كافة تعليمات نظام الإحتراف والمشكلات التي عانت منها الأندية إزاء ذلك، إلا أن تلك السنوات الست شهدت إزدهاراً وتطوراً ملحوظاً على صعيد المنتخبات الوطنية الأردنية ككل. 

وبالرغم من مساعي الإتحاد الأردني لكرة القدم لتوفير كافة مقومات النجاح أمام أركان اللعبة لتحقيق نجاحات مختلفة تتواءم وعصر الإحتراف سواء على الصعيدين الإداري والفني، إلا أنه ما يزال يرفض فكرة "تجنيس اللاعبين"، وهي فكرة قد تعزز من قدرة الكرة الأردنية على تحقيق طموحاتها والتي أضحت تتمثل في الوصول لكأس العالم.

و"التجنيس" بعالم كرة القدم ما عاد بالشيء المعيب وهنالك منتخبات حصدت كأس العالم واستنجدت بلاعبي مجنسيين لتحقيق طموحاتها ، ولعل تجربة الإتحاد الأردني لكرة السلة في هذا الجانب تعد مثالاً يحتذى وهو استفاد في صناعة إنجازاته سواء بالتأهل إلى مونديال تركيا أو غيرها من عامل "التجنيس". 

ولعل المتتبع لمسيرة السنغالي الحاج مالك محترف الوحدات الأردني يجد بأن هذا اللاعب موهوب من الرأس حتى أخمص القدمين وهو لم يتجاوز بعد ال 19 عاماً، وبإلإمكان الإستفادة منه على صعيد المنتخبين الأولمبي والأول، فلماذا لا يتم تجنيسه؟. 

وقام موقع   في بداية الموسم الحالي بتسليط الضوء على هذا اللاعب وتساءل يومها لماذا لا يتم تجنيسه، بل أن المدير الفني للوحدات عبدالله أبو زمع أكد ل  في ذلك الوقت بأن اللاعب فعلاً موهوب ولا بد من التفكير بتجنيسه كونه سيحقق إضافة مهمة. 

والحاج مالك الذي دشن موسمه الأول مع الوحدات وتوج هدافاً بتسجيله 8 أهداف ليحل ثالثاً على قائمة الهدافين بعد الهداف السوري معتز الصالحاني (11 هدفاً) ووصيفه ركان الخالدي (9 أهداف)، عرضه أحد محبي الوحدات على الفريق، وحينما شاهده أبو زمع طلب التعاقد معه لمدة خمس سنوات بهدف استثمار اللاعب مستقبلاً لكن تم التعاقد معه لمدة ثلاثة سنوات مقابل 50 ألف دولار عن السنوات الثلاث وليس عن الموسم الواحد.

وكثيرون من مدربي الكرة الأردنية الذين كان يتصل معهم موقع   على امتداد الموسم الحالي لأخذ تصريحات لهم قبل مباريات فرقهم أو بعدها كان يشيدون بموهبة السنغالي الحاج مالك. 

إختصار الحدوتة، الحاج مالك كشف في لقاءات الوحدات الأخيرة على وجه التحديد بأن مستقبلاً مشرقاً سيكون بإنتظاره فمن لاحظ حرفتيه في تسجيل الأهداف وبخاصة في مرمى البقعة وذكاؤه في اصطياد الشباك بأقل عدد من اللمسات كما فعل أمام الرمثا في ختام الدوري، يجد بأن اللاعب يمتلك قدرات هائلة من الممكن تسخيرها لصالح المنتخب الأردني الذي يعاني  أصلاً من قلة المهاجمين البارعين، لهذا كله نقول (جنّسوه حتى تكسبوه).