الميدان الرياضي : تفوق تكتيكي وجماعي، يجعل مهمة ريال في مباراة العودة معقدة أكثر..
التاريخ : 2015-05-07

تفوق تكتيكي وجماعي، يجعل مهمة ريال في مباراة العودة معقدة أكثر..

تحليل | حسين ممدوح


تفوق ماسيمليانو أليجري اليوم على "مايسترو دوري الأبطال" كارلو أنشيلوتي، وكان هو المايسترو اليوم بتحضيره التكتيكي الممتاز للاعبي يوفنتوس اللذين لعبا بأسلوبين مختلفين خلال مباراة ذهاب نصف النهائي اليوم، بتضحيات وروح قتالية كبيرة، أما الريال فلم يعد لمدريد بالفوز ولا التعادل ولكنه لم يعد كذلك بنتيجة سيئة للغاية، فالـ2-1 تبقى نتيجة جيدة وتفتح جميع الاحتمالات في مباراة العودة بعد أسبوع واحد فقط في السنتياجو برنابيو، ولكن هناك بعض خيبات الأمل فيما يتعلق بأداء اللاعبين الثلاثة اللذين سأذكرهم في سياق هذا التحليل أو في أداء الريال جماعيًا بشكلٍ عام اليوم..

أدار أليجري المباراة كما ينبغي فقد لعب بالأسلوب المطلوب لمواجهة فرديات لاعبي الريال، ومع ذلك ترك مسؤولية كبيرة على عاتق لاعبيه لتقديم مجهودات إضافية وأذكر خاصةٍ لاعبي الوسط كلاوديو ماركيزيو وآرتورو فيدال اللذين لعبا مباراة من مستوى عالٍ جدًا في إفساد استحواذ الريال، الصراع في المناطق الدفاعية ومساندة الهجوم، وكان اليوفي بحاجة لذكاء وتضحية لكي يفز بهذه المباراة وقد فعل واستحق هذا الانتصار.

إقحام ستيفانو ستورارو كان المفاجأة الأكبر في تشكيلة ماكس أليجري، وكان لاعب جنوى السابق في الموعد بالفعل وقدم مباراة تجعلنا نقول أنه وُلد كرويًا بالفعل من خلال دقائق هذه المباراة فعلى يسار الوسط قام ستورارو بمجهود بدني قوي وكان شرسًا في الالتحامات، ربما خفتت حماسته في بعض الأوقات ولكن بدأ يحصل على الثقة تدريجيًا بمرور الوقت، ولعب دور دفاعي خاص فيما بعد لدعم الجبهة اليسرى الدفاعية، من خلال تفضيل أليجري لستورارو على روبيرتو بيريرا كان اليوفي قادر على تهدئة رتم المباراة حينما كان هذا مطلوبًا فأصبح خط الوسط أكثر قربًا من الدفاع ودينياميكية عندما كان يحتاج التقدم للأمام، واهتم بيرلو فقط بعملية بدء الهجمة.

قتالية ووعي تكتيكي يُحسب للاعبي السيدة العجوز

تفطن يوفنتوس منذ الدقيقة الأولى للجبهة اليسرى الهجومية عند الريال بوجود مارسيلو، إيسكو ورونالدو في بعض الأحيان وهذا ما جعل كلاوديو ماركيزيو يُضحي تمامًا ويعمل على تكوين جبهة دفاعية أساسية مع ستيفان ليختشتاينر ومع ميل بونوتشي أحيانًا لمقابلة هذه الجبهة، وهذا ما لم ينجح فيه جورجيو كيليني الذي كان بعيدًا عن باتريس إيفرا وتسبب هذا في هدف الريال "ألـ1-1"، تغيير الطريقة لـ3-5-2 جعل لاعبي يوفنتوس يرتاحون أكثر في النصف ساعة الأخيرة من الواجبات الدفاعية، صحيح أن هذا كان يعني مخاطرة أكبر ولكن أتقن لاعبي البيانكونيرو وكما قلت في تحليلي لما قبل المباراة فقد تحملوا مسؤولياتهم كاملة.

هذا الأداء مطلوب أيضًا في ملعب سنتياجو برنابيو، اقتراب اللاعب من بعضهم البعض ومرونتهم التكتيكية هو عنصر يجب التحلي به كذلك في مدريد، عدم تهدئة الرتم دائمًا واللعب بإيجابية مستغلًا سرعات وذكاء الثنائي "تيفيز- موراتا" مطلوب كذلك وبشدة لكي يُعزز الفريق من حظوظه في الذهاب لنهائي برلين.

 

  الريال | نتيجة ليست سيئة للغاية، ولكن هناك أمور تٌقلق للغاية

الثقة المفقودة تمامًا من قبل أنشيلوتي فيما يتعلق بلاعب خط وسطه إياراميندي تُعقد كثيرًا من حساباته التكتيكية، فسيرخيو راموس كان ثغرة واضحة في وسط الميدان خاصة في أول 25 دقيقة، ولكم أن تحسبوا عدد الكرات المفقودة من قبل "سيرخيو" والتي مكنت يوفنتوس من تهديد مرمى إيكير كاسياس وخلق هجمات مباغتة في الثلاثين مترًا الأخيرة، خط وسط الريال لم يكن مكتملًا وهذا أثر على استحواذه على الكرة.

بسبب افتقار التكامل والجودة في خط وسط ريال مدريد رأينا أن هجوم الريال يعتمد أكثر على العمل الفردي أكثر من الجماعي أو على كرة واحدة نجح فيها خاميس في مغالطة بطء كيليني وإيفرا في المواجهة الدفاعية ليسجل رونالدو هدفًا ربما يعطيهم حظوظًا أكبر في التأهل للنهائي.

هل قام أليجري بإيقاع أنشيلوتي في الخطأ الكبير؟ 

لم يُقنعني أداء إيسكو اليوم والذي لم يستغل ومعه مارسيلو في أداء عملهما الهجومي المطلوب في الهجوم عن طريق جبهة ستيفان ليختشتاينر وبرأيي فإن ماركيزيو كان اللاعب الذي أفسد أفكار ورؤية أنشيلوتي التي اعتمدت على استكشاف الجبهة اليسرى ولعب الكرات وراء "ليختشتاينر"، وهذا لم يتم إلا في بضعة لقطات بسيطة وأبرزها عرضية رونالدو لخاميس التي ضربت بالعارضة، أما جاريث بيل فقد كان اللاعب المفقود في هذه الحلقة، وكأنه لم يكن موجودًا على ملعب المباراة من الأساس، لكن هل كان خروج إيسكو موفقًا؟ برأيي فإن أليجري أحرج أنشيلوتي تمامًا فبعد خروج إيسكو وإدخال تيتشاريتو قام أليجري بتغيير طريقته للـ3-5-2 بعد أن زال الخطر الذي قد يُمثله وجود إيسكو من الجهة اليسرى الهجومية، وإدخل بارزالي بجانب بونوتشي وكيليني للتعامل كذلك مع تشيتشاريتو وعدم تمكينه من التحرك تجاه الكرة داخل منطقة الجزاء.

الأداء المُخيب جماعيًا لريال مدريد "كان خيبة الأمل الأولى" و لم يختلف عن الأداء الفردي المتواضع الذي ظهر به بعض اللاعبين وأذكر على وجه الأخص اثنين من اللعبين، سيرخيو راموس في وسط الميدان كما ذكرت من قبل وداني كاربخال في مركز الظهير الأيمن، الذي تسبب في ركلة جزاء وأيضًا كان بالإمكان أن يسجل اليوفي هدفًا ثالثًا عبر جبهته في اللقطة الأولى التي انطلق فيها باتريس إيفرا هجوميًا، مطلوب من ريال وخاصة خط وسطه تقديم مباراة أفضل، وأن يصعد مستوى مارسيلو وكاربخال هجوميًا لكي يجبران اليوفي على أن يتكتل ويعود للوراء أكثر لأن ظهيري يوفنتوس كذلك يحتاجان دائمًا للدعم أمام لاعبين سريعين مثل رونالدو، خاميس وبيل "إذا كان حاضرًا بالفعل".

عدد المشاهدات : [ 2281 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .