ورغم تعدد الفرق المشاركة في بطولة الدوري على امتداد السنوات الطويلة الماضية إلا أن ثمانية فرق فقط تمكنت من حصد الألقاب وهي الفيصلي والوحدات والأهلي والجزيرة والرمثا وشباب الأردن وعمان والأردن. 
 
ودخلت الفرق الأردنية على امتداد الأيام الماضية في معسكرات داخلية بهدف تعزيز الجاهزية الفنية والبدنية للاعبيها وأجرت إستقطابات عديدة على صعيد اللاعبين المحليين والأجانب ولا سيما أن مباريات الدور الأول لبطولة كأس الأردن التي انطلقت في الأسابيع الماضية منحت الفرق الفرصة في معالجة الأخطاء وتلافيها وتعزيز الإيجابيات وتعزيز الصفوف. 
 
ويسرد  بمناسبة قرب انطلاق أكبر البطولات الأردنية المحلية ، تاريخ البطولة التي انطلقت قبل "71" عاماً. 
 
تحديدا في العام "1943" كانت فكرة إطلاق أول بطولة دوري أردني بكرة القدم تراود مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله بن الحسين، وبعد عام واحد فقط كان الأردن يقيم أول بطولة دوري في تاريخ مسيرته الكروية. 
 
ويعتبر الدوري الأردني أحد أقدم الدوريات في الوطن العربي، فإنطلاقته جاءت مبكرة رغم محدودية الفرق المشاركة والتي لم تكن تتجاوز آنذاك الأربعة فرق. 
 
وشارك في أول بطولة دوري أردني أربعة فرق هي الفيصلي والأهلي والأردن والهومنتمن وأقيمت البطولة آنذك بحسب ما تتناقلته الروايات على ألسنة معاصري البطولة ومؤرخيها في على ملعب المحطة، وبقي فريقان منهما إلى يومنا هذا يمارسان نشاط كرة القدم وهما الفيصلي والأهلي. 
 
ويسجل لفريق الفيصلي الذي أسس عام "1932" بأنه كان صاحب أول لقب لدوري عام "1944" وهو الكأس الذي ما يزال النادي يحتفظ به في خزائنه حتى يومنا هذا. 
 
ونجح الفيصلي في أن يكون أيضا أول فريق أردني يحافظ على لقبه حينما توج به في العالم "1945" قبل أن ينجح فريق الأردن بالظفر به عام "1946"، ثم سجل فريق الأهلي انجازاً تاريخياً عندما احتفظ بلقب الدوري لثلاثة مواسم متتالية أعوام "1949، 1950، 1951". 
 
وشهدت البطولة في مطلع الخمسينات ظهور فرق جديدة كالجزيرة والقوقازي والشباب وحطين إلى جانب مشاركة عدد من الفرق من الضفة الغربية، لينجح فريق الجزيرة في الظفر بلقبها عام "1952". 
 
 ولم يكتب لبطولة الدوري أن تقام في العام "1953" لتعود في العام الذي يليه ويعود فريق الأهلي ويظفر بها للمرة الرابعة بتاريخه وفي العام "1955" نجح  فريق الجزيرة في استعادة اللقب وتمكن في المحافظة على لقبه في العام "1956".  
 
ومرت السنوات ، ومضى قطار الدوري في تطورات عديدة وتوقف عدة مرات لأسباب متعددة وظهرت فرق جديدة كالحسين والجيل واليرموك والعربي والوحدات والنصر. 
 
وشهد عقد السبعينيات احتفاظ الفيصلي بالكم الأكبر بألقاب الدوري حيث ظفر بها أعوام "1970-1971-1972-1973-1974" ثم عاد الأهلي فظفر بلقب عام "1975"، وعاد الفيصلي ليتوج بلقبها عامي "1976، 1977". 
 
ومن المشاهد التاريخية التي تروى للبطولة الأهم في تاريخ كرة القدم الأردنية بأن فريق الوحدات لعب مباراة فاصلة مع الجزيرة لتحديد هوية الفريق الهابط ففاز الجزيرة "1-2" ليصعد الرمثا مكان الوحدات.
 
وحظيت المباريات النهائية لبطولات الدوري الذي يسمى حالياً بدوري المحترفين بإهتمام العائلة الهاشمية حيث قام الملك الحسين بن طلال رحمه الله بتتويج الأبطال في أكثر من مناسبة ، وتعتبر رياضة كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى في الأردن وتحظى بإهتمام متواصل من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والأمير علي بن الحسين رئيس الإتحاد الأردني، نائب رئيس الإتحاد الدولي عن قارة آسيا.
 
ولأن الوحدات كان حريصا على العودة لدوري الكبار، فقد كان يتوج سريعاً بلقب الدوري وتحديداً في العالم "1980"، حيث تم تسمية البطولة ببطولة الدوري الممتاز وشهدت ارتفاعاً بعدد الفرق المشاركة مع انضمام فريقي القادسية والبقعة بركب الفرق المشاركة.
 
وتفوق الرمثا على نفسه بعدما راوده الطموح بتسجيل اسمه في السجل الذهبي للبطولة الأكبر فنجح في التتويج باللقب عامي "1981-1982" وليكون أول فريق يخرج لقب الدوري من العاصمة عمان، وبعدها ورغم مضي سنوات طويلة فإنه لم ينجح في العودة للتتويج بلقبها رغم المحاولات الحثيثة المبذولة ورغم تخريجه أفواجاً من اللاعبين المميزين . 
 
وشهدت سنوات منتصف عقد الثمانيات سيطرة على الألقاب تبادلها قطبي الكرة الأردنية الفيصلي والوحدات وامتدت هذه الظاهرة حتى في الألفية الجديدة وشهدت تتويج شباب الأردن فيها بلقبين دون أن تفلح بقية الفرق في وضع حدا لظاهرة احتكار القطبين للألقاب، فواصل الوحدات والفيصلي تبادل حصد الألقاب.
 
وشهدت بطولة الدوري تحسيانت عدة ولا سيما في العالم "2008" وهو العام الذي شهد تغيير مسمى البطولة إلى بطولة دوري المحترفين.
 
وبلغت عدد الألقاب في بطولة الدوري "62" لقبا، حيث تزعم الفيصلي العدد الأكبر حينما توج في "32" مناسبة يليه الوحدات "حامل اللقب" ب "13" مرة ثم الأهلي ب "8" مرات ثم الجزيرة "3" مرات والرمثا وشباب الأردن "مرتين لكل منهما، ومرة واحدة كل من فريقي عمان والأردن.