الميدان الرياضي : الرضا على مورينيو .. غاية لا تدرك!
التاريخ : 2014-05-03

الرضا على مورينيو .. غاية لا تدرك!

عادةً يكون المدير الفني هو "كبش الفداء" في حال فشل الفريق أو خسارته بطولة، حتى لو كان السبب سوء أداء من اللاعبين أو بسبب الإصابات أو حتى الاخطاء التحكيمية، يتحمل المدرب القدر الأكبر من المسؤلية، حيث يتلقى انتقادات لاذعة من الصحافة ولوم وتعنيف من الإدارة وأحياناً تصريحات مضادة له من لاعبي فريقه، وانتقاد لأسلوبه الخططي من المحللين والخبراء، وبالطبع شماتة المنافسين.

وعندما يفوز الفريق ويحقق البطولات يصبح مدربهم هو الأفضل والأنجح في العالم، دون النظر للامكانيات التي يملكها هذا المدرب، وهل هو مدرب محظوظ بجيل استثنائي من اللاعبين مثل ما كان يقال على غوارديولا أيام تدريب برشلونة، أم هو مدرب جيد بالفعل ويستحق هذا الثناء، في كل الأحوال إذا انتصر الفريق لأي سبب يُمدح المدرب دائماً.

الرضا على مورينيو .. غاية لا تدرك! - كرة القدم - الدوري الإنكليزي الممتاز

ولكن هناك مدرب واحد "شذ" عن هذه القاعدة، هو الوحيد الذي يتعرض للانتقادات في حالة الفوز أو الخسارة، هو الوحيد الذي إذا نطق بتصريح مثله مثل أي مدرب أخر لا يُغتفر له، هو الذي إذا سقط أعدوا أسنوا السكاكين له، هو الاستثنائي "سبيشيال وان" جوزية مورينيو.

الرضا على مورينيو .. غاية لا تدرك! - كرة القدم - الدوري الإنكليزي الممتاز

عندما فاز المدرب البرتغالي مع بورتو بكأس الإتحاد الأوروبي ودوري الأبطال لينتقل لتشيلسي كانت له مقولة شهيرة في أول تصريحاته للإعلام الإنجليزي "لا تصفوني بالمتعجرف..بل أنا الاستثنائي" ومنذ هذا الوقت أصبح مورينيو استثنائي بالفعل، كل ما يصدر عنه يثير جدل، على سبيل المثال فأن أرسين فينغر المدير الفني لآرسنال أحياناً يصدر تصريحات أكثر سخونة من مورينيو، ومع ذلك لا تثير ضجة مثل أحاديث مورينيو.

مورينيو الذي نهض بتشيلسي وحوله من فريق عادي لأحد صفوة الأندية في العالم قاد بعدها إنتر ميلان وريال مدريد أيضاً للبطولات ومع ذلك لا ينال رضا البعض.

الأدهى من ذلك هو عندما يفوز ويحقق الانتصارات بفريق وإمكانيات أقل بكثيراً من منافسيه يتعرض لحملة هجوم شرسة، على أسلوبه الخططي، كيف لمدرب يستخدم الدفاع أن يحقق البطولات، ويتهمه البعض أيضاً بإفساد متعة الكرة، وكأن إدارات الأندية تدفع الملايين من أجل امتاع جماهيرها في عرض للمهارات وليس من أجل الفوز بالبطولات، وهذا حدث مؤخراً عندما فاز تشيلي على ليفربول بالدوري الإنجليزي بالفريق الرديف وسط حماس نادي ليفربول بتحقيق لقب الدوري بعد غياب 24 عاماً، وفي عقر دارهم ملعب أنفيلد.

الرضا على مورينيو .. غاية لا تدرك! - كرة القدم - الدوري الإنكليزي الممتاز

تجد مبررات لهذا الفوز، وأن الحظ خدمه، وأن لولا أخطاء لاعبي ليفربول لما كان جاء الهدف، بل أن براندان رودجرز نفسه لم يتجرأ ويشرح لجماهيره سبب الخسارة، بل كل ما فعله هو انتقاد أسلوب لعب مورينيو الخططي واعتبره ليس ناجحاً ولا يمت لكرة القدم بصلة.

كل هذا في حالة فوز مورينيو، أما في حالة الخسارة فتجد الشامتين من كل حدباً وصوب، بل إنهم يتهمونوا بالفشل، ويعتقدون إنه انكشفت قدراته الحقيقة، ويتعرض للهجوم من الجماهير والصحافة والمنافسين ولاعبي فريقه.

لو كان مورينيو فاشلاً ويعتمد على الحظ والدفاع وجلب دوري أبطال أوروبا بفريق مثل بورتو فمرحباً بالمدرب الفاشل، لو كان مورينيو الذي صنع إسم لفريق تشيلسي وقاده للتويج بالدوري الإنجليزي بعد 50 عاماً فمرحباً بالمدرب الفاشل، لو كان مورينيو هو من جعل فريق إنتر ميلان بإمكانيات عادية وفريق لا يملك نجم بارز يحقق الثلاثية فمرحباً بالمدرب الفاشل، لو كان مورينيو هو من كسر العقدة النفسية في الكلاسيكو وأعاد الميرنغي للانتصارات على برشلونة وانتزع منهم لقب الليغا فمرحباً بالمدرب الفاشل.

الرضا على مورينيو .. غاية لا تدرك! - كرة القدم - الدوري الإنكليزي الممتاز

لو كان مورينيو هو المدرب الفاشل في عالم كرة القدم، لو كان مورينيو هو من يدمر متعة كرة القدم، فكل فريق سيفتح أبواب ناديه على مصراعيه ليرحب بالسبيشيال وان "الممل"، "المتغطرس"، "المحظوظ" لكي يصنع لهم أمجاداً وبطولات.

سواء انتصر مورينيو أو خسر، فهو لا ينال الرضا أبداً، سواء نطق مورينيو أو أغلق فمه فهو يثير الجدل في كل الأحوال، لإنه بالفعل حالة استثنائية في عالم كرة القدم.

عدد المشاهدات : [ 2407 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .