(هل كان يمارس كرة القدم - فى أى نادى كان يلعب - إنه لاعب منتهى منذ زمن) كل هذه كلمات سمعتها عندما أعلن النجم الإنكليزى مايكل أوين أمس نيته إعتزال كرة القدم نهائياً بعد نهاية الموسم الحالى. و كأن خبر إعتزاله ذكر البعض بوجوده بعد أن إبتعدت عنه الأضواء منذ فترة كبيرة.
من كان يتخيل أن يكون إعتزال أحد هدافى الكرة الإنكليزية عبر تاريخها و أحد أبرز نجوم العالم فى نهاية التسعينات و مطلع الألفية الجديدة بهذا الشكل.
عندما أحرز أوين هدفه التاريخى بمرمى الأرجنتين فى كأس العالم عام 1998 و كان يبلغ من العمر وقتها 18 عاماً طار به الإنكليز فرحاً و إعتبره هذا الهدف إنتقاماً لهدف مارادونا الذى دخل مرماهم فى كأس العالم 1986.
و كعادة الإعلام الإنكليزى. أصبح أوين هو الأفضل فى العالم و هو من سيحقق أمال الإنكليز الغائبة فى تحقيق أى بطولة كبرى منذ عام 1966.
و رغم الإهتمام الإعلامى الكبير بمايكل أوين إلا إنه فى السنوات الأخيرة أهمله بشدة حتى تناسى البعض إنه مازال يلعب كرة القدم.
مايكل أوين و ديفيد بيكهام. زملاء جيل واحد رغم أن بيكهام يكبر أوين ب 4 أعوام . و لكن بيكهام تكتع بذكاء إجتماعى جعله محط أنظار الإعلام حتى مع بلوغه ال 38 من عمره فها هو الأن تحت الأضواء مجدداً بالعودة للعب فى دورى أبطال أوروبا مع فريقه باريس سان جيرمان.
أما مايكل اوين الذى صعد نجمه كالصاروخ و حصل على جائزة الكرة الذهبية و عمره 22 عاماً . كانت مغادرته لصفوف ليفربول. او مغادرته للبريميرليغ فى وهج تألقه أكبر غلطة إرتكبها عبر مسيرته.
إنتقل أوين و كان عمره 24 عاماً وقتها إلى صفوف ريال مدريد و ليلازم دكة البدلاء. فرونالدو الظاهرة البرازيلية هو المهاجم الأساسى. و راؤول الفتى المدلل لا يمس. فكان أوين هو الضحية.
رغم قضاءه موسم واحد مع النادى الملكى إلا إنه نجح فى صناعة ذكرى جميله له مع عشاق الميرنغى بتسجيله هدف صناعة إنكليزية خالصة من ديفيد بيكهام فى مرمى برشلونة فى مباراة إنتهت بفوز ريال مدريد بنتيجة 4 – 2.
عودة أوين للبريميرليغ من بوابة نيوكاسل يونايتد كانت فترة مليئة بالإصابات. حتى عاودته الإصابة أيضاً مع منتخب الأسود الثلاثة فى كأس العالم 2006 و التى أجبرته على توديع البطولة بعد نهاية الدور الأول.
شبح الإصابات هو العامل الرئيسى الذى جعل أوين يبتعد عن مستواه مبكراً. و لكن إذا نظرت لسجله التهديفى سواء مع الأندية التى لعب لها أو المنتخب ستجده بمعدل 1.5 هدف فى كل مباراة. و هو معدل صعب تحقيقه خاصة فى الكرة الإنكليزية.
الأمر الأخر الذى جعل إعتزال أوين يأتى فى الظل هو إنتقاله للعب فى صفوف مانشستر يونايتد. لينال كراهية شديدة من جماهير الغريم الأزلى ليفربول بعد أن كان معشوقهم الأول و كانت جماهير الأنفيلد تتغنى بإسمه دائماً.
قضى اوين أغلب فتراته مع مانشستر يونايتد على مقاعد البدلاء . و لكنه أضاف لرصيده لقب البريميرليغ الذى لم ينجح فى تحقيقه سواء مع ليفربول أو نيوكاسل.
جماهير مانشستر يونايتد أيضاً لن تنسى الهدفين الذى سجلهما فى مرمى مانشستر سيتى فى الدقيقة 90 و 96 ليحسم المباراة الشهيرة التى إنتهت بفوز الشياطين الحمر فى موسم 2009 – 2010 بنتيجة 4-3
محطته الأخيرة مع ستوك سيتى لا يذكر منها شئ. فصديقه الوفى شبح الإصابات عاد ليلازمه مرة أخرى ليحرز أوين هدف وحيد حتى الأن من 7 مشاركات فقط من بداية الموسم.
مايكل أوين صاحب ال 40 هدفاً مع المنتخب الإنكليزى يبتعد عن الهداف التاريخى بوبى تشارلتون بفارق 9 أهداف فقط. و كان أخر هدف سجله أوين مع المنتخب الإنكليزى عام 2007 أى كان يبلغ من العمر وقتها 27 عاماً.
أوين كان بمقدوره أن يكون الهداف التاريخى لمنتخب الأسود الثلاثة و بفارق كبير أيضاً عن بوبى تشارلتون. و لكن الهبوط المفاجئ لمستواه بسبب الإصابات حرمه من هذا الإنجاز. كما حرمه أيضاً من مشاركته رقم 100 مع المنتخب.
شارك أوين مع المنتخب الإنكليزى أخر مرة عام 2008 و كانت مباراته الدولية رقم 89 . كان يبلغ من العمر 28 عاماً. أى أن عمره كان يسمح له بأن يتجاوز المباراة رقم 100 و أن يصبح الهداف التاريخى للمنتخب الإنكليزى و ذلك إذا كان عاد حتى إلى نصف مستواه المعهود الذى أبهر الجميع به عندما كان مراهقاً.
سيظل العالم بأكمله يتذكر هدف أوين فى مرمى الأرجنتين..و سيظل الإنكليز دائماً يتباهون بهاتريك أوين فى مرمى الألمان عام 2001.. و الأهم أن أوين هو الإنكليزى الأخير المتوج بالكرة الذهبية حتى الأن..لذلك يجب أن يودع الفتى القصير الملاعب من الباب الكبير..و سيظل الرقم 10 مع المنتخب الإنكليزى عالق فى أذهان أجيال عديدة تحت إسم واحد..مايكل أوين.