وعلى امتداد الموسمين الماضيين، كانت خطورة الدردور تتراجع، ومنسوبه التهديفي ينخفض، لتخسر كرة القدم الأردنية واحداً من أبرز هدافيها، بسبب اجتهادات المدربين في توظيفه داخل الملعب.
تغيير المركزصحيح أن الدردور لاعب موهوب، وبمقدوره اللعب كصانع ألعاب، أو كجناح مهاجم ، لكن ابداعاته كانت تتجلى، عندما كان يشغل مركز رأس الحربة.
ومنذ انتقاله للوحدات قبل عامين بصفقة وصفت "بصفقة الموسم"، فإن الدردور ووفقاً لظروف فريقه الجديد ، ابتعد مرغماً عن مواصلة هوايته المفضلة في "لدغ" شباك الخصوم، حيث أصبح يلعب في غير مركزه الأصلي.
كان الدردور يؤمن دائما بأن لاعب كرة القدم عليه أن ينفذ تعليمات مدربه، لذلك لم يعترض والتزم الصمت، وقاتل من أجل مصلحة فريقه حتى ولو كان ذلك على حساب هوايته المحببة بمراقصة الشباك.
أهداف وهدّافطالما زرع حمزة الدردور "28 عاماً"، الفرح في قلوب جماهير الرمثا بأهدافه الرائعة والبارعة، عندما بزغ فجر نجوميته مع "غزلان الشمال"، ليتدرج بصفوف المنتخبات الوطنية وصولاً للمنتخب الأول، ويواصل بالتالي هوايته في قصف شباك أقوى المنتخبات في القارة الآسيوية.
وتوج حمزة الدردور مع فريقه الأم الرمثا هدافاً لدوري المحترفين في موسم "2013-2014"، برصيد "13" هدفاً، وهو لم يتجاوز بعد الـ "23" ربيعاً، مما يدلل بأنه صاحب حس تهديفي مرهف، وهدّاف بالفطرة.
وعلى صعيد رحلته الاحترافية في الدوري السعودي، أحرز الدردور أحد أجمل أهداف البطولة مع فريق نجران من وضعية "الدبل كيك"، ويومها حظي هذا الهدف باهتمام وتفاعل الجماهير العربية.
ومع منتخب النشامى وفي نهائيات كأس آسيا "2015"، كان الدردور يتوج موهبته بـ "سوبر هاتريك" بمرمى منتخب فلسطين، وفي ذات العام وتحديداً مع نهاية شهر تشرين الأول/ اكتوبر، كان يتوج كثالث هدافي العالم برصيد تسعة أهداف.
وتوزعت الأهداف التسعة للدردور، حيث سجل أربعة منها في المباريات الودية في شباك: السعودية، وترينيداد، والعراق "هدفين"، وأحرز سوبر هاتريك في مرمى فلسطين بنهائيات آسيا، وهدفاً في مرمى استراليا بالتصفيات المزدوجة.
تلك الأهداف التي ما تزال عالقة في الأذهان، أحرزها الدردور عندما كان يلعب كرأس حربة، حيث تجلت براعته في تسجيل الأهداف، لكن عندما تم تغيير مركزه غاب عن مسرح التهديف، ليخسر الوحدات ومنتخب الأردن واحداً من أبرز المهاجمين ، وفي وقت تعاني فيه كرة القدم الأردنية أصلاً من ندرة المهاجم الهداف.
سنة ثالثة.. هل تكون مختلفة؟بعدما لعب الدردور بغير مركزه مع الوحدات خلال الموسمين الماضيين، وأثر ذلك تلقائيا على مكانته وأهميته بصفوف منتخب النشامى في خضم تراجع منسوبه التهديفي بصورة ملحوظة، فإنه يتأهب لتمثيله للموسم الثالث على التوالي.
وستكون الفرصة متاحة للوحدات في الموسم المقبل لاستثمار القدرات التهديفية لهذه الموهبة بالصورة المثلى، وبخاصة أنه تم تعيين جهاز فني يمتلك رؤية جديدة، ويعرف جيداً القدرات التهديفية للدردور، ونقصد عبدالله أبو زمع.
ولعل احتراف مهاجم الوحدات بهاء فيصل مع الشمال القطري والتعاقد مع السوري فهد اليوسف واللاعب إبراهيم الجوابري، كلها عوامل ستعزز من فرصة عودة الدردور لمركزه الأصلي ليشغل كرأس حربة، فيستعيد بالتالي حضوره التهديفي، وبما يصب في النهاية بمصلحة فريقه ومنتخب النشامى.
بقي القول، إن منتخب النشامى افتقد كثيراً في السنوات الأخيرة لزخمه الهجومي فيما يخوضه من مواجهات، وتحديداً بعد اعتزال أحمد هايل، وعدم استدعاء ثائر البواب، وعدم الالتفات لموهبة الدردور التهديفية.