تمكّن المنتخب التونسي من تحقيق العديد من المكاسب والأهداف من مشاركته في النسخة الرائعة من بطولة كأس العرب لكرة القدم "فيفا" قطر 2021، رغم الهزيمة في الدور النهائي، السبت، أمام الجزائر بنتيجة هدفين من دون ردّ بعد تمديد الوقت.
وصول المنتخب التونسي إلى المباراة النهائية لكأس العرب مثّل في حد ذاته حدثاً تاريخياً، إذ تمكن "نسور قرطاج" من التأهل إلى هذا الدور للمرة الأولى بعد 10 سنوات في كل المسابقات التي شاركوا فيها. ويعود آخر نهائي خاضته تونس لعام 2011، عندما توج المنتخب بلقب النسخة الأولى من بطولة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين في السودان.
رغم الفشل في التتويج باللقب العربي فإنّ الاتحاد التونسي لكرة القدم حصد مبلغاً هاماً قيمته 3 ملايين دولار أميركي (نحو 8.5 ملايين دينار تونسي) وهي جائزة مالية من شأنها أن تدعم ميزانية الاتحاد التي تشهد انتعاشة في السنوات القليلة الماضية، ما قد يموّل صفقة التعاقد مع مدير فنّي جديد مستقبلاً إذا قرّر الاتحاد ذلك.
رغم الهزيمة في المباراة النهائية لكأس العرب، فإن ّالبطولة مثّلت تحدّياً فارقاً في مشوار المدير الفني للمنتخب التونسي منذر الكبير، الذي نجح في تحقيق نتيجة تاريخية بقطع النظر عن مستوى الفريق، في الوقت الذي عاش فيه المدرب ضغطاً رهيباً خلال البطولة، لا سيما بعد الهزيمة المفاجئة ضد سورية، ضمن الجولة الثانية من منافسات الدور الأول، ما جعل الاتحاد التونسي لكرة القدم يدخل مرحلة البحث عن بديل.
نجاح تونس في بطولة كأس العرب، من شأنه أن يساهم في تثبيت عديد اللاعبين ضمن قائمة المنتخب الأول، مثل محمد أمين بن حميدة وغيلان الشعلالي لاعبي الترجي، وبلال العيفة لاعب الأفريقي، وهو ما سيتيح للجهاز الفني خيارات جديدة خلال بطولة أمم أفريقيا التي ستقام في الكاميرون الشهر المقبل. ويمكن القول إنّ الوصول إلى النهائي ساهم في ردّ الاعتبار للاعبي الدوري التونسي، بعد تراجع حضورهم في كتيبة "نسور قرطاج" خلال السنوات الأخيرة، مقابل الاعتماد بشكل كبير على المحترفين في الخارج.
ساهمت بطولة كأس العرب، ولا سيما مباراة الدور نصف النهائي أمام مصر، في استعادة المنتخب ثقة الجماهير التونسية، بعد موجة عارمة من الغضب اجتاحت الشارع الرياضي خلال الأشهر الماضية، بسبب ضعف أداء اللاعبين. وحضرت الجماهير التونسية بأعداد غفيرة مباريات منتخبها في كأس العرب ما يؤكد دعمها لاعبيها، قبل مسابقة "كان" ومواجهة الملحق المؤهل لبطولة كأس العالم لكرة القدم "فيفا" قطر 2022.