صالح الراشد
لا زالت اصداء فوز شباب الاردن على الوحدات بقسوة في اياب الدور قبل النهائي لبطولة كأس الاردن تتفاعل, ويبحث الكثيرون عن الاسباب التي أدت الى هذا الفوز الكبير '31', وكيف استطاع عيسى الترك المدير الفني لشباب الاردن أن يحد من خطورة جميع نجوم الوحدات ويجعلهم لاعبين ثانويين في الملعب, ويجعل المدير الفني لفريق الوحدات جمال محمود 'يضرب أخماس بأسداس' بحثا عن حل مناسب يعيد الفريق الى اللقاء الذي اقيم على أرض الوحدات.
الترك ومنذ البداية ركز على مراقبة مفاتيح اللعب في الوحدات وأبرزهم احسان حداد وسعيد مرجان والظهيرين محمد الدميري وعمر قنديل, وبالتالي استطاع ومن خلال هذه المراقبة المرتكزة على الضغط في ملعب الوحدات من تهميش دور المهاجمين بهاء فيصل وحمزة الدردور اللذين وجدا نفسيهما معزولين تماما عن بقية الفريق, في ظل اعتماد الوحدات على الكرات الامامية والعرضية البعيدة كحل وحيد, وبالتالي لم نجد أي تهديد لمرمى يزيد ابو ليلى حارس الشباب الا بعد ساعة من اللقاء والنتيجة تشير الى تقدم شباب الاردن بثلاثية نظيفة.
صانعو العاب الوحدات لم يدركوا ان مستوى الضغط العالي الذي يفرضه لاعبو شباب الاردن سيخلق فرص عديدة تهدد مرمى عامر شفيع لا سيما ان لاعبي الوحدات يلعبون 'بالشوكة والسكين' على عكس لاعبي الشباب الذين قدموا مباراة قتالية حتى اخر لحظة, ووجدنا لهم تفوق في جميع الكرات المشتركة, مما يعني ان العامل النفسي عند لاعبي الشباب أفضل بكثير من لاعبي الوحدات.
الامر الاخر ان الحلول البديلة للاعبي الوحدات غير موجوده, لذا فقد وجدنا ان جميع الكرات وحتى ساعة من عمر اللقاء تعتمد فقط على الكرات العرضية دون وجود جمل فنية متكاملة بين اللاعبين, وهذا أمر غريب ويعني ان المدير الفني لم يستطع حتى الان من ايجاد الصيغة التي تمثل الحلول الشاملة للفريق كون الحلول اعتمدت على فردية القدرات, وهذا أمر يسحم لقاء أو اثنين لكنه لا يحسم جميع اللقاءات.
ومن الناحية الدفاعية ظهر ان هناك ضعف كبير في الخط الخلفي الذي لم يظهر منه الا طارق خطاب, فيما البقية محمد الدميري وعمر قنديل كانا السبب الرئيسي في الهدفين الاول والثاني, في الوقت الذي لم يقدم باسم فتحي المستوى المأمول منه في اللقاء.
هذه الاسباب جعلت الوحدات يظهر بمستوى متواضع فيما ارتفع مستوى أداء شباب الاردن بسبب جماعية الاداء التي مثلت العلامة الفارقة بين الفريقين وكانت السبب في تحقيق الفوز, وهذه نقطة تحسب للمدير الفني شيخ المدربين عيسى الترك الذي استطاع بذكاء من الاستفادة من قدرات لاعبيه الفردية ودمجها في البوتق الجماعي.
اللقاء كشف العديد من قاط الضعف في الفريق الاخضر وأهمها بانه فريق اللعب الفردي وبالتالي ستكون مهمته في غاية الصعوبة بالحفاظ على صدارة دوري المحترفين في قادم الايام, وان على الجهاز الفني التركيز على جماعية الاداء بدلا من ضم النجوم والاعتماد الفردي عليهم.
النتيجة كانت عادلة فاستحق شباب الاردن الفوز واستحق الوحدات الخسارة, واستحق الترك الاشادة فيما على جمال محمود ان يعيد قراءته للأوراق التي بين يديه من جديد.