رندا البياري
سؤال يطارد الاندية والمتابعين لكرة القدم وهو, هل تعرف اندية كرة القدم في الاردن تسويق نفسها بطريقة مناسبة؟, أم انها تعتمد على المعونات التي تقدمها الحكومة واتحاد كرة القدم, ومعونات اتحاد كرة القدم ليس المال بل الطريقة التي يقوم بها في ابرام العقود التي تدر المال على الاندية.
الاندية التي تملك القواعد الجماهيرية لا زالت تعاني من ضعف قدراتها في الاستفادة من العدد الضخم لهذه الجماهير, وان بدأت متأخرة في هذا المجال من خلال ابرام عقود شراكة مع شركات الاتصال, لكن هناك العديد من الطرق التي تستطيع الاندية ان توفر المال من خلالها بشرط ان تعتمد على طريقة الارتقاء بالنادي لا تثبيت مناصب الاشخاص.
اخر ما طرحته الاندية من أفكار جذابة للاستثمار وهو اقامة لقاء شباب الاردن والجزيرة في نهائي كاس الاردن في دولة خليجية والتوقعات ان تكون الامارات, لكن هل هناك فائدة من اقامة اللقاء في الخارج كون كل من الفريقين يمتلك جمهور قليل العدد, وبالتالي لن نجد حضور جماهير كبير هناك أو في اي دولة لان الفريقين ايضا لا يملكان شعبية ضخمة خارج الوطن, وربما يذهب البعض الا انه وبسبب قلة جمهور الفريقين يمكن اقامته في اي دولة دون اي يؤثر ذلك على الجمهور القليل الذي يستطيع الاكتفاء بحضور اللقاء عبر التلفاز.
وهن نقول اذا لم يكن هناك شعبية للفريقين خارج الاردن فان الحضور سيكون مشابها لما هو موجود في الاردن, وهذا يعني ان المردود المالي سيكون قليل , بل ان الكلفة سترتفع على الناديين كونهما سيقومان بحجز فنادق وتذاكر سفر, لذا فان التوقعات تشير الى ان اللقاء سيكون خاسر ماليا.
نحترم شباب الاردن والجزيرة لكن لو كان اللقاء بين الوحدات والفيصلي لكان الامر مختلف كليا كون لكل منهما جمهور كبير في جميع الدول العربية وبالتالي سيكون المردود المالي مرتفع , وهذا لا ينطبق على الاندية الاردنية فقط فلو اقيم لقاء بين الاهلي والزمالك من مصر فان المردود المالي سيكون أكبر بكثير من لقاء يجمع المقاولون مع الاسماعيلي , وحتى لو حضر فالنسيا واشبيلية فان المردود المالي ليس كوجود ريال مدريد وبرشلونه.
الرسالة التي نريد ايصالها الى الاندية انه من الجميل ان نبحث عن افكار متجدده , لكن بشرط ان تكون هذه الافكار ذات فائدة مالية وعلى ان يكون مردود التسويق مستمرا وليس موسميا, وان تركز الاندية على التعامل مع الشركات التي تمولها كشريك وليس كداعم, لان عمر الشراك طويل وليس كالدعم قصير الاجل.
