الفريقان افتقدا الكثير من هيبتهما النابعة من قوتهما وتبادلهما لسنوات طويلة لأدوار السيطرة على الألقاب المحلية، وأصبح كل من يواجههما من الفرق يتجرأ ويبحث عن خطف الفوز، بعدما كان في السابق يحلم بالخروج بأقل الخسائر.
الفيصلي أنهى الجولة 12 ببطولة الدوري، وقد فقد 13 نقطة، والوحدات استنزف حتى الآن "16" نقطة، فالأول حصد "23" نقطة من أصل "36 محققة"، والثاني جمع "20" نقطة، وهي حصيلة لم يعتد عليها الفريقان.
في عهد الاحتراف تغيرت المعادلة، وطرأ تعديلات على خريطة المنافسة، والفيصلي والوحدات أصبحا في كل موسم مهددين بإنهاء الموسم دون لقب.
ما بين الخلل الذي يعاني منه الفريقين، والأمل الذي كانت تتسلح به جماهيرهما مع كل بداية موسم، أصبحت حكاية قطبي الكرة الأردنية مؤلمة للغاية.
ويستعرض موقع في هذا التقرير، عدة نقاط توضح أسباب تراجع قوة قطبي الكرة الأردنية.
تراجع واستنزاف
لم يعد لاعبو الفيصلي والوحدات بذات المستوى الذي يمكنهم من صناعة الفارق، فكثير من لاعبي الظل أصبح يقدم أداء يضاهي ما يقدموه.
ويبدو أن لاعبي الفيصلي والوحدات وهما يشكلان السواد الأعظم في تشكيلات المنتخب الأردني على امتداد سنوات طويلة، يعانون من استنزاف في قدراتهم ، ووصلوا لحالة من الإشباع الكروي، فلا ثبات على مستوى، والروح تغيب في مباراة وتحضر في أخرى.
لاعبو الفيصلي والوحدات يحظون دائماً بكل أشكال الاهتمام الاعلامي، ومنهم من يحظى بشعبية تفوق شعبية فرق محلية، وربما يكون ذلك من الأسباب التي افقدتهم الرغبة في مواصلة إثبات قدراتهم وإمتاع الجماهير العاشقة للفن والسحر.
كما أن غياب العقلية الاحترافية لدى اللاعبين، ينعكس سلبيا على طريقة التفكير والتعاطي مع ما يحيط بهم ويؤثر على مستواهم وتركيزهم الذهني داخل الملعب، وهم باتوا بأمس الحاجة لمراجعة حساباتهم إذا أرادوا أن المحافظة على بريق نجوميتهم منذ البداية وحتى النهاية، تماما كما فعل نجوم الفريقين السابقين كحسونة الشيخ ورأفت علي.
يشعر البعض وهو يتابع مباريات هؤلاء اللاعبين أنهم يخشون من الاصابات والالتحامات وكأنهم فقط يفكرون بضمان تجديد عقودهم، دون أن يساروهم الاعتقاد بأن مدة انتهاء صلاحية اللاعب ترتبط بمعيار عطائه داخل الملعب، وأن النجومية قد تخفت فجأة وفي لحظة سهو، وأن الجماهير التي تطالب دوما باستمرارهم قد يأتيها يوم لتطالب برحيلهم.
فلا شيء مضمون، وهناك لاعبون قادمون من الظل قد يأخذون أدوارهم، فالتنافس أساس كرة القدم.
ومنهم (أي لاعبي الفيصلي والوحدات) يعتبر أن اللعب للقطبين هو مجرد محطة للاحتراف الخارجي، وانحصار أفكارهم بهذا الجانب، يؤدي إلى انخفاض إنتاجيتهم تدريجيا مع فرقهم.
رسائل سريعة
-لا يجوز لأي لاعب من لاعبي الوحدات تحديداً، التأثر بالصراعات الإدارية التي يشهدها النادي مع قرب موعد انتخابات الدورة الجديدة.
-لا يجوز لأي لاعب من لاعبي الفيصلي والوحدات أن يضع نفسه موضع المقارنة مع اللاعب الأجنبي وما يحصل عليه من أموال حتى لو كان مستواه يقل عنه كثيرا.
-الوصول للنجومية واكتساب الشهرة الكبيرة سهل لكل لاعب يلعب بصفوف الفيصلي والوحدات، بيد أن المحافظة على النجومية والعطاء هو التحدي الأبرز .
-إداراتا الفيصلي والوحدات على وجه التحديد مطالبتين دوما ببذل جهود أكبر من غيرهما، فهما يتولان مسؤولية ناديين يعتبران الأكبر جماهيرياً وانجازاً.
-إداراتا الفيصلي والوحدات، منذ فترة، يعانيان من سوء بالتعاقد مع محترفين أجانب لا يلبون تطلعات جماهيرهما، فيهدران الأموال دون فائدة، ولذلك عليهما إعادة النظر في هذا الجانب وتلافي الأخطاء ووضع إستراتيجية واضحة ومدروسة، فمن يتولى قيادة ناديين بهذا الحجم عليه أن يدرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه، وأن الجماهير المحبة لن ترحم من يعبث بطموحاتها.
-النجاح لا يمكن أن يتحقق بقرارات فردية، أو في خضم خلافات إدارية، نجاح الفريق هو عمل منظومة متكاملة تتكون من الإدارة والمدرب واللاعبين والجماهيره، وخروج إحداها عن النص يعني الفشل غالبا.
-جماهير الفيصلي والوحدات، الخلل ليس دائماً في المدرب، فاللاعب يخطئ ويتسبب بالخسارة إن لم يقم بواجبه داخل الملعب، والإدارة كذلك.