صالح الراشد

كارثة حقيقية عندما يكون في موقع المسؤولية أشخاص غير قادرين على قراءة المستقبل واستشراق احداثه, فقبل شهر قام عدد من جمهور الوحدات بجعل لاعب من الفيصلي يخلع قميص النادي, وتم القاء القبض على المتسببين وتحويلهم الى القضاء, وظهر جليا ان هناك احتقان بين جمهور الفريقين وبالذات في قضية الفئات العمرية, وكان من الواضح ان البعض ينتظر الفرصة ليصفي الحسابات كونه لم يقتنع بدور رجال الامن والقانون في نيل حقه, لذا كان ليس مفاجئا الاعتداء الذي قام به جمهور الفيصلي بحق لاعبي الوحدات تحت 15 سنه في اللقاء الذي اقيم على ملعب الفيصلي.

اتحاد الكرة الذي يعتبر الاقل معرفة بما يحصل في الاردن ولا يتابع ما يجري برمج اقامة لقاء الوحدات والفيصلي ضمن بطولة تحت 15 سنه على أرض ملعب الفيصلي وهم يدركون بان هناك مشاكل ستحدث, لذا كان من الواجب ان يقام اللقاء بوجود حراسة مشددة من قوات الدرك حيث لم يتواجد الا عدد محدود من رجال الامن العام.

نتيجة اللقاء غير مهمة كون بطولات الفائدة العمرية دورها الارتقاء بفنيات اللاعبين وزيادة حيهم للكرة, لكن ما يجري يشير الى ان الكثير من العائلات ستبعد ابنائها عن ممارسة كرة القدم كونها أصبحت الطريق الاقرب لزيارة المستشفيات.

ما حصل ليس بالأمر الهين بل هو كارثة حقيقية توجب اجراء تحقيقات موسعة داخل أروقة اتحاد الكرة لمعرفة من حدد اقامة اللقاء على ارض الفيصلي أو على أرض الوحدات, لانه بذلك لا يعرف المصلحة العامة ولا نريد ان نقول انه محراك شر ومثير للفتنه, لذا على اتحاد كرة القدم ان يبادر بالاعتذار من لاعبي الوحدات وربما هذا ما قام به الامين العام سيزار صوبر الذي تواجد في المستشفى مع لاعبي الوحدات للاطمئنان عليهم.

اصابات اللاعبين حصلت خلال اعتداء حصل في الملعب واعتداء اخر خارج الملعب تمثل بتكسير زجاج الحافلة التي اقلت اللاعبين من الملعب الى مقر النادي, وللان لم يتم الاشارة الى القاء القبض على أي من جماهير الفيصلي المتسببين بالحادث, كما لم يصدر النادي الفيصلي أي بيان حول الامر.

ما حصل في اللقاء سيكون شرارة جديدة تشتعل بكرة القدم الاردنية وستحمل ضغطا رهيبا في اللقاءات القادمة وبالذات بين فريقي الوحدات والفيصلي, لذا فقد قلناها منذ البداية ان اتحاد كرة القدم بحاجة الى من يفهون بقضايا المجتمع كما يفهمون بالرياضة وللأسف في اتحاد الكرة نفتقد للطرفين.