صالح الرشد

ردت مصر على بريطانيا باستعمارها الى الارض العربية المصرية لمدة ثمانين عاما, باحتلال بريطانيا خلال أقل من عام واحد قضاه نجم الكرة المصري محمد صلاح في صفوف ليفربول, ونجح صلاح في تغير الصورة العالمية عن الشعب المصري من خلال الارتقاء الاخلاقي الذي يمتلكه اللاعب المبدع والذي يطلق عليه حاليا "الفرعون الصغير".

صلاح زرع رايات الفرح في مدينة ليفربول التي ضاع مجدها وتاريخها القديم في كرة القدم بين مانشستر سيتي ويونايتد وتشلسي, ليصبح الماضي في غياهب التاريخ دون أن يتذكره احد, ومع قدوم الساحر صلاح تغير كل شيء, فليفربول أصبح مؤهلا للوصول الى اللقاء الختامي في دوري أبطال أوروبا بعد الفوز ذهابا على روما الايطالي "5-2" سجل منها المصري هدفين وصنع مثلهما, ليصل عدد أهدافه في هذه البطولة الى "11" هدف وفي الدوري الانجليزي الى "31" هدفا في صدارة الهدافين.

اليوم تتغني ليفربول بنجمها المصري الاكثر تواضعا في الفريق بل في جميع الفرق الانجليزية, وتعول عليه في قادم الايام للتتويج باللقب القاري, كما تعول عليه مصر في الوصول الى مراحل متقدمة في نهائيات كاس العالم, فيما يراقب ريال مدريد المشهد عن بعد لخطف صلاح للعب في صفوفه, وهذا أمر يسعد ليفربول الباحث عن مردود مالي ضخم من صفقة قد تصل الى "500" مليون دولار في حال فوز ليفربول باللقب وتألقه مع منتخب بلاده.

محمد صلاح اسم لمع أينما حل وكان رقما صعبا وساحر كبير في شؤون كرة القدم, مما سيجعل منه نجم الشباك في السنوات القادمة, ويزيد من ابداعه الاخلاق الكبيرة التي يتمتع بها وهي تلك التي تمتع بها نجوم مصر الكبار من امثال محمد ابو تريكة ومحمود الخطيب وحسن شحادة, لقد رد صلاح استعمار مصر لبلاده بحيث استعمر قلوب أهلها في صورة مغايرة لاستعمار بريطانيا لمصر التي كانت قائمة على الحرب والدمار فيما استعمار صلاح يقوم على المحبة والمتعة في الاداء, فشتان بين استعمار صلاح الخضاري لبريطانيا والاستعمار الاجرامي لبريطانيا لمصر.