الميدان الرياضي : فستق العبيد والإعلام
التاريخ : 2017-08-15

فستق العبيد والإعلام

صالح الراشد

شدتني قصة الكاتبة الرائعة سمحية خريس 'فستق عبيد' وكيف ان تجار الرقيق في سابق الاوان كانوا يصطادون العبيد من خلال اغرائهم بالفستق, وعندما يحضرون لنيل حصتهم يتم خطفهم وبيعهم في أسواق أوروبا, وأعجبني ذلك الرجل الذي زرع الفستق حتى يحمي أطفال الاسرة من العبودية ليجد ان المزرعة قد تحولت الى مصيدة كبيرة بعد ان عرف سرها بائعو العبيد.


نعم, هذا هو فستق العبيد الذي انتشر وذاع صيته في سابق الايام, وأبدعت في سرد قصته الجميلة كاتبه رائعة, لكن اليوم تغير الوضع في استعباد العبيد لكن بمغريات أخرى.
نعم, العبيد هم العبيد وفي كل مجال نجدهم مع اختلاف المسميات, فهناك عبيد المصلحة وعبيد المال وعبيد المسؤول لكن اسوأهم على الاطلاق من يبحث عن سيد يكون محور حياته فيدفع الغالي والرخيص حتى يصبح عبدا مملوكا, وتكون غاية سعادته أن يلبي أوامر سيده كونه غير قادر على التفكير واتخاذ القرار.


اعتقد انه لو كتبت سميحة خريس عن عبيد القرن الحديث وبالذات في مجال الاعلام ستجد ما يحير عقلها ويجعلها ترى من رواية ' فستق عبيد' مجرد لهو ليس الا , كون العبودية في هذا المجال أصبحت نهج حياة لدى البعض, فهذا دوره في العبودية استراق السمع وهذا نقل الكلام والاخر بث الاشاعات فيما هذا الانيق دورة أكبر حيث يدور حول تعكير صفو الجلسات والعلاقات, فيما 'سنوبول' بطل قصة 'حديقة الحيوان' لا زال يطلق الكلام والريح في كل اتجاه ليعمي ابصار البعض عن الحقيقة بكلامة والبعض الاخر برائحته.


نعود للفستق الذي يتغير طعمه من شخص لاخر, فهو بطعم الحمص عند البعض والفول عند اخر, وبطعم المعجنات لدى غيرهم وربما تحول الى طعم العصير والاراجيل لدى أصحاب الذوق الرفيع, ويرتضي البعض ان ينسى شخصيته في خضم تغيرات الطعم, الا ان البعض يشذ عن القاعدة فمنهم من اعترض على كلمة السيد باننا أكلنا سويا: فجاء الرد : الان أرسل لك ثمن صحن الحمص, واخر يرفض ان يكون عبدا مملوكا يطيع فقط ويصفق بيديه وقدمية, فالحرية لا تشترى بالمال وأصحاب الفكر ليسوا للبيع في سوق النخاسة والعبيد.


نعم , هناك من يرفض العبودية, وظهر للعيان أنهم كثر, فأصبح صوتهم يصدح في كل مكان منادين بالحرية رافضين الفستق المهين الجالب للعبودية, لكن وسط الفوضى المنظمة لهؤلاء لا زال البعض يحلم كيف يكون عبدا لا يقدر على شيء, يفضل أن يكون أصم أبكم أعمى لا يرى الا بعيني سيده, ثم يقول انها حرية العبيد.


لنودع العبودية ونعيش حياة رجال نبحث فيها عن الأفضل في حياتنا وعملنا حتى نغادر هذه الدنيا أحرار بفكرنا كون عبودية الفكر هي أسوء أنواع العبودية, وهنا اتساءل كيف يدعو عبد الى حرية فكر المجتمع رغم أن فاقد الشيء لا يعطيه.

ملاحظة
ليس مقصودا بهذا الكلام اي شخص بعينه , الا من شك بنفسه فعندها يكون هو المقصود .

عدد المشاهدات : [ 14465 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .