شهدت مسابقة كأس العرب، فيفا قطر 2021، تنافساً قوياً بين مختلف المنتخبات المشاركة، وواجهت منتخبات قوية صعوبات لتحقيق الانتصارات، رغم أنها كانت مرشحة لحصد النقاط دون صعوبة وهو ما جعل الكأس تبلغ مستوى رائعاً وتكون النسخة الأفضل.
وغابت التصريحات، التي تتهم التحكيم بالتأثير على نتائج المباريات، عن هذه النسخة، مثل ما شهدته بطولات أخرى قارية أو عالمية، حيث كان الحكام مصدر رضا كل المنتخبات المشاركة، ولعبوا دوراً مهماً في نجاح المسابقة إلى حد الآن.
وقد كان للجوء إلى حكام من غير الجنسيات العربية للإشراف على المسابقة، دوره في تفادي المشاكل الجانبية التي كثيراً ما أثّرت في أجواء البطولات العربية، والمكاسب التي تحققت من هذا القرار عديدة، رغم أن البعض أراد تفسيرها بأنها إساءة للحكام العرب.
اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على مقاييس صارمة لاختيار الحكام الذين يديرون المباريات، ولئن وجد "فيفا" نفسه مجبراً على عدم دعوة حكام بارزين، بسبب تواصل المنافسات في أوروبا بشكل أساسي في الدوريات المحلية أو دوري الأبطال، إلا أن القائمة التي وقع الاختيار عليها ضمّت حكاماً لهم خبرة كبيرة.
وتُعتبر القائمة التي تتواجد في قطر منذ فترة لإدارة مباريات كأس العرب 2021، من الجيل الواعد الذي سيكون حاضراً بقوة في المسابقات العالمية الكبرى، إذ إن الاتحاد الدولي استفاد من الكأس العربية، من أجل الشروع في الإعداد لكأس العالم قطر 2022.
غابت المشاهد السلبية في علاقة اللاعبين بالحكام، عن هذه الكأس. وامتثل اللاعبون أو المدربون لقرارات الحكام دون جدال، إذ تخلصت المباريات العربية من المشاهد التي كانت تسيء لصورة الرياضة العربية عندما يتم التركيز على قرارات الحكم أكثر من التركيز على المسائل الفنية.
وتفاد "فيفا" الحساسيات في اختيار الحكام والصعوبات التي ترافق مثل هذه البطولة لتحديد الحكم الذي يدير مباريات "ديربي" صعبة، ذلك أن اللجوء إلى الحكام من خارج الدول العربية، ساعد كثيرا على جعل الاختيار سهلاً خاصة وأن الكفاءة قاسم مشترك بين كل الحكام المشاركين.
واصل "فيفا" الاعتماد على تقنية الفيديو "الفار"، غير أن مراجعة اللقطات تتم بسهولة ودون إضاعة وقت طويل مثلما حصل في بعض المناسبات، ذلك أن العودة لـ"الفار" في الدوري الإيطالي الأسبوع الماضي حطمت الرقم القياسي في توقف اللعب.
كما أن الاعتماد على تكنولوجيا جديدة، في مراقبة وضعيات التسلل كان حاسماً، حيث شرع "فيفا"، في اعتماد أسلوب جديد ساعد في التفطن لوجود لاعب منتخب الإمارات في موقف تسلل في اللقاء ضد موريتانيا، لم يكن من السهل التفطن له في الوضعيات العادية لـ"الفار".