التاريخ : 2017-12-19
شكراً عيسى الترك!
فوزي حسونه
خرج الفيصلي والوحدات من بطولة كأس الأردن لكرة القدم، بعدما تفوق عليهما فريقا الجزيرة وشباب الأردن بالأداء والنتيجة، ليضربا بعرض الحائط كافة الترشيحات التي صبّت في صالحهما لبلوغ المشهد النهائي للبطولة.
ويعاني الفيصلي والوحدات منذ دخول كرة القدم عصر الإحتراف، من محدودية انتاجية اللاعبين، حيث أصبحا أكثر اعتماداً على "الوجبات الجاهزة" من اللاعبين، ولا سيما أن قدراتهما المالية تسمح لهما بذلك بحكم قاعدتهما الجماهيرية الكبيرة، ومداخيلهما المتنوعة.
ولم يدر في خلد القائمين على أكثر الأندية الأردنية احرازاً للبطولات، بأن مواصلة الإعتماد على شراء اللاعبين من الأندية هي تجارة لا بد أن تخسر في النهاية، فأساس الإحتراف الكروي الإستثمار الناجح باللاعبين، فكرة القدم تحولت لصناعة، وذلك من خلال العناية بالنشء واحتضان المواهب وصقلها ومنحها فرصة اثبات الذات، وبيع ما أمكن منها مستقبلاً لتشكل مصدراً مهماً لصندوق النادي.
وكان الفيصلي والوحدات قبل عصر الإحتراف يعتبران مدرسة في تخريج نجوم المستقبل وتقديمها لخدمة المنتخبات الأردنية، لكن هذا الحال تغيير كثيراً، وأصبح الفريقان يعانيان من شح ملحوظ في صناعة اللاعبين.نظراً لغياب اهتمامهما بصناعة اللاعبين، فاستراتيجيتهما المتبعة تنحصر فقط في كيفية المنافسة على الألقاب وحصدها حتى لو كلف ذلك شراء فريقاً كاملاً.ولأن من يزرع يحصد، فقد جاء تأهل فريقي شباب الأردن والجزيرة للمباراة النهائية، كثمرة اجتهاد لإدارتي الناديين اللتين منحتا المدرب الخبير عيسى الترك فرصة إعداد فريقيها للمستقبل، وهو الذي أعد فريقاً للجزيرة قبل نحو ثلاثة مواسم عندما كان مديراً فنياً للفريق، وها هو اليوم يعد فريقاً مشابهاً لفريق شباب الأردن الذي يشرف على تدريباته كمدير فني، وكلاهما حالياً بلغ المباراة النهائية لكأس الأردن.الكابتن عيسى الترك الذي يعتبر خبيراً في إعداد الفرق للمستقبل،من خلال الإعتماد على العناصر الشابة ومنحها المساحة الزمنية اللازمة للكشف عن مواهبها وتفجير طاقاتها، يعد التعاقد معه أيضاً استثماراً مهماً لأي ناد في عصر الإحتراف، وهنا نهنىء الكرة الأردنية بقدرات هذا المدرب، فلقب "شيخ المدربين" يستحقه بجدارة. عدد المشاهدات : [ 11175 ]