الميدان الرياضي : سلطان العدوان اسم مرادف للنادي الفيصلي بورتريه
التاريخ : 2023-07-08

سلطان العدوان اسم مرادف للنادي الفيصلي بورتريه

كتب : هشام عودة 


رغم تقلده للعديد من المناصب الرسمية الرفيعة على مدى السنوات الماضية، إلا أن اسم الشيخ سلطان ماجد العدوان ظل مرتبطا بشكل وثيق بقيادة النادي الفيصلي، أعرق الأندية الرياضية الأردنية الذي احتفل عام ۲۰۰۷ بيوبيله الماسي، لكن تخلي الشيخ عن موقعه الأثير في قيادة النادي صيف العام ٢٠٠٨ أثار الكثير من الأسئلة في الوسط الرياضي وخارجه بسبب العلاقة الاستثنائية بين الشيخ أبي بكر والنادي.



علاقة الشيخ سلطان العدوان بالنادي الفيصلي علاقة عتيقة، فقد بدأ حياته الرياضية لاعبا في قلب الهجوم، قبل أن يختاره جمهور النادي العريق رئيسا بالتزكية، بعد رحيل شقيقه الشيخ مصطفى العدوان الذي قاد النادي لسنوات طويلة.



الذين يعرفون الشيخ سلطان ماجد العدوان عن قرب يدركون أن ما يتم تداوله في أوساط الجمهور الرياضي، حول فرقة بين ناديي الوحدات والفيصلي، هي فرقة مفتعلة، فالمواقف القومية العروبية المشهودة للشيخ سلطان لا تحتاج إلى تفسير خاصة ما يتعلق منها بالأهل في فلسطين والعراق.


ويعرف الجمهور الرياضي في الأردن، ومعه النخب السياسية، أن وجود رئيس النادي الفيصلي في أي موقع، كان يمثل ضمانة حقيقية لحسن الأداء وطبيعة الاتجاه. 

ألقاب كثيرة حصل عليها الشيخ أبو بكر في مسيرته الوظيفية، لكنها ألقاب تتراجع أمام وظيفة الشيخ، ودوره السياسي والاجتماعي خاصة انه ينتمي لواحدة من أعرق القبائل الأردنية، ولعائلته الصغيرة، ولوالده الراحل الشيخ ماجد العدوان بصمات واضحة في مسيرة قبيلة العدوان على الصعد السياسية والاجتماعية والعشائرية.



يعرف لاعبو النادي الفيصلي وجمهوره، كما يعرف الأردنيون، أن الشيخ رفض بشكل قاطع حصول أعضاء الفريق على التأشيرة الإسرائيلية، عندما قرروا اللعب في الملاعب الفلسطينية، وهو يعرف جيدا الانتماء الواضح للنادي وأعضائه وجمهوره على امتداد ثلاثة أرباع القرن، حيث تؤكد صفحات الأرشيف أن النادي الفيصلي لعب في غزة عام ۱۹۳۹ ، كأول فريق أردني يخوض مباراة في فلسطين.



احتلال العراق، ترك جرحا عميقا في صدر الشيخ ذي الانتماء العروبي، وهو يعرف جيدا مواقف بغداد تجاه الأشقاء العرب، لذلك ترك الشيخ مسافة كافية بين النادي الفيصلي وإفرازات الاحتلال في العراق.

اختاره أهله وأقاربه وأصدقاؤه ليكون ممثلهم في مجلس النواب الحادي عشر، كما اختاره الشريف زيد بن شاكر أثناء نيابته ليكون ضمن الفريق الوزاري في حكومته الأولى وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء. إلا أن مكتبه في النادي الفيصلي كان هو الأقرب إلى نفسه والأكثر قدرة على التعبير عنه، كما يقول مقربون منه، بسبب حجم الحضور الشعبي الذي يتمتع به النادي في الشارع الأردني. 

عندما يدخل الشيخ سلطان العدوان مقر نادي الوحدات، لا يشعر أنه غريب عن المكان، بسبب حجم الحفاوة التي يحظى بها، باعتباره احد أهم الرموز الرياضية في الأردن، وكثيرا ما حاول الشيخ عبر هذه العلاقة توجيه رسالة للآخرين يؤكد من خلالها أن الفيصلي والوحدات جناحان لطائر اردني جميل يعرف أسماء اللاعبين وقدراتهم جيدا، وربما يعرف أسماء المشجعين ايضا، ورغم قيادته لاعرق الأندية الرياضية الأردنية إلا أن الشيخ سلطان العدوان ظل حريصا على سمعة الرياضة الأردنية وحريصا على تقديم ما يليق بهذا الوطن، كونه يمثل ابرز المرجعيات الرياضية في الأردن.

يملك الشيخ سلطان العدوان شبكة من العلاقات الواسعة مع الوسط الرياضي العربي والقاري والدولي، وقد سعى باستمرار لتسخير هذه العلاقات من اجل خدمة الحركة الرياضية في الأردن، التي قدمت عبر النادي الفيصلي نموذجا أردنيا كبيرا. اثبت قدرته على المنافسة العربية والقارية

في عهد قيادته للنادي الفيصلي، التي سيتذكرها الجمهور طويلا، أحرز النادي بطولات كثيرة، وأضاف ألقابا عديدة إلى سجله الحافل بالانتصارات الكروية الممتدة لخمسة وسبعين عاما من الجهد المتواصل والخبرة المتراكمة. 


أبو بكر المولود في كنف والده الشيخ ماجد العدوان عام ١٩٣٦ في عمان يحمل دبلوما في الزراعة من الجامعة الوطنية في لبنان، وهو ما قاده ليكون رئيسا لاتحاد المزارعين الأردنيين للفترة من ١٩٧٦ وحتى ۱۹۸۰، في وقت متزامن مع قيادته لاتحاد كرة القدم الأردني من ۱۹۷۰ وحتى ۱۹۷۸، فيما شغل الشيخ مقعده في المجلس الوطني الاستشاري في دوراته الثلاث من عام ١٩٧٨ وحتى ١٩٨٤ ، وهو المجلس الذي تشكل في غياب البرلمان.



عدد المشاهدات : [ 3307 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .