الميدان الرياضي : خلوة "كرة القدم" نموذج ناجح
التاريخ : 2018-08-15

خلوة "كرة القدم" نموذج ناجح

عمان - غازي القصاص

 

 يُسجل لإتحاد كرة القدم عقده مؤخراً وللعام الثاني خلوة مع الاندية والاطراف المعنية باللعبة على مدار ثلاثة أيام في منطقة البحر الميت، هدفت الى دفع مسيرة اللعبة بقوة نحو التطور المؤدي الى تحقيق الإنجازات.


ويُسجل للإتحاد حرصه على تبادل الرؤى حول سبل التطور وإقامة بطولات موسم كرة القدم 2018- 2019 التي تُزاح الستارة عنها بعد غد الجمعة، بلقاء "كأس السوبر" الذي يجمع الوحدات بطل دوري المحترفين مع الجزيرة بطل الكأس.

إلى ذلك، تُؤشر خطوة إتحاد كرة القدم بإقامة الخلوة على حرص إبقاء قنوات الإتصال مفتوحة مع الأندية التي تُشكل المداميك الرئيسية للعبة، وعلى نهجه في ترسيخ التشاركية معها، وصولاً إلى تحقيق التطور المنشود لبلوغ الطموحات.

خطوة اتحاد كرة القدم ونهجه في التعامل مع أركان منظومة لعبته وبالذات الأندية، يُفترض أن تقتدي الإتحادات الرياضية بها، كي تبقى قنوات التواصل مع منظومتها مفتوحة، وكي تستمع للأندية التي تُعتبر الركن المحوري في منظومة هيئتها العامة، للتأكيد على التشاركية في التخطيط والتنفيذ لإحداث النقلة النوعية المرادة للألعاب الرياضية كافة.

الإقتداء بـ كرة القدم

في السياق، يجد المتابع للرياضة الاردنية أن عدداً لا بأس به من الاتحادات لا يُنسق مع انديته حول مواعيد بطولاته، ولا حول كيفية الخروج من الأزمات التي تشهدها العابها، مما يجعل الأمر غير مريحاً، ويدعو الى ترسيخ نهج التشاركية وتبادل الرؤى فيما يخص مسيرة الالعاب.

نتوقف عند الكرة الطائرة على سبيل الذكر لا الحصر، فقد وافقت هيئتها العامة في إجتماعها الأخير الذي عُقد في بيت شباب عمان على خطة الإتحاد لموسم 2018، والمتضمنة إنطلاق الدوري الممتاز بمشاركة ثمانية أندية خلال آب الجاري، وعلى ان تكون بطولة الدرع الرمضانية محطة إعداد للفرق قبل خوضها منافسات الدوري.

ووفق ذلك، اعلنت الفرق الثمانية مشاركتها في بطولة الدرع وهي: الوحدات والكرمل وشباب الحسين ووادي موسى التي جاءت بالمراكز الاربعة الاولى، ومليح والعودة وعيرا والمهندسين التي ودعت البطولة من دور المجموعات، لكنها فوجئت بقرار الإتحاد بتأجيل الدوري الى تشرين الثاني القادم دون الرجوع اليها لرغبته في مشاركة منتخب الرجال في البطولة العربية التي ستُقام في القاهرة.

قرار فاجأ الأندية

قرار الاتحاد بتأجيل البطولة كان مفاجئاً، ومدعاة للإستغراب للأسباب الآتية:

أولاً: قامت الأندية بتجميع لاعبيها للتدريب على إعتبار إن بطولة الدرع محطة إعداد للدوري الذي تُقام منافساته بعدها بفترة زمنية قصيرة، ووضعت أجهزتها الفنية وفق ذلك خططها التدريبية، من أجل وصول فرقها إلى قمة جهوزيتها الفنية مع حلول الموعد المحدد سابقاً، وبعد صدور القرار إضطرت غالبيتها إن لم تكن جميعها الى توقيف تدريبات لاعبيها!!.

ثانياُ: لم يستشر الاتحاد الاندية في موضوع التأجيل، ولم ينسق معها حول إنعكاسه على تحضيراتها الفنية لخوض منافسات الدوري، ولم يكن التأجيل مناسباً لغالبيتها، لأن بقاء الاستعدادت يطيل فترتها، وهذا مكلف مالياً للأندية في وقت تئن فيه تحت معاناتها المالية الصعبة، ولا تحصل فيه على دعماً مالياً تحت مسمى بدل مشاركة لمنع اللجنة الاولمبية ذلك!!.

ثالثاً: سبق لمنتخب الرجال المشاركة في البطولة العربية التي اقيمت قبل ثلاث سنوات في القاهرة، وكانت النتائج فيها مخيبة للآمال بمجيئه بعد سنتين كاملتين من التدريب بالمركز السادس وقبل الاخير، تاركاً خلفه منتخب فلسطين التي مثله سبعة لاعبين فقط قدموا من غزة!!.

رابعاً: لا يوجد منتخب للرجال حالياً، والتوجه الحالي هو المشاركة بمنتخب الشباب مع تعزيزه ببعض اللاعبين الكبار، رغم أن نتائج منتخب الشباب جاءت دون ادنى مستوى الطموح في البطولة الآسيوية التي جرت الشهر الماضي في البحرين، حيث فاز على الامارات، وخسر في اربع مباريات ليحل بالمركز العشرين، والأنكى ان الامارات التي حقق المنتخب فوزه الوحيد عليها حلت بالمركز الثامن عشر متقدمة عليه مركزين!!.

خامساً: غياب نهج التشاركية في العمل، فالاندية غير مرتاحة من القرار المفاجئ للإتحاد والذي أثر عليها سلباً، ويرى معظمها أنه كان يتعين على الاتحاد الإلتزام بمواعيد بطولاته، كاشفة عن انها كانت على اتصال مع لاعبين أجانب لتعزيز صفوف فرقها بهم، فإضطرت لإيقاف تلك الإتصالات.

الأزمة مع "الأولى"

إحتدمت الأزمة القائمة حالياً بين الاتحاد واندية الدرجة الاولى، بعد ان نفذت سبعة من اصل ثمانية هي: المشارع والشباب مرصع والبقعة وصما وبيت ايدس والمحطة وعابل قرارها بعدم المشاركة في البطولة ما لم يحصل كل منها على دعم مالي مقداره ثلاثة الآف دينار موزعة على ثلاث دفعات.

غابت فرق الاندية السبعة عن مبارياتها في الجولة الاولى من البطولة، واعلن الاتحاد مساء امس الثلاثاء عن تأجيل البطولة بعد أن اصحبت الامور تتجه نحو المنعطف الحاد، فلو بقي الدوري قائماً واصر الاتحاد على اقامة مباريات الجولة الثانية من البطولة فستتفاقم الازمة حتماً، وهنا يقفز الى الأذهان السؤال: ماذا كان سيفعل الاتحاد حينها؟!، وهل سيُهبّط الأندية السبعة غير المشاركة والمتضامنة، في مقاطعة البطولة، استناداً الى تعليمات البطولة،ويُصعد بدلاً منها الفرق الموجودة في الدرجة الثانية إن كان لديه مثل عدد الفرق المقاطعة؟!.

حقيقة، يعمل الاتحاد وفق تعليمات اللجنة الاولمبية التي تسمح له بتقديم الجوائز المالية للفرق الثلاثة الاولى في البطولة، وليس للفرق كافة بدل مشاركاتها، لكن غضب الاندية وتمسكها بقرارها جاء بحسب بيانها الصادر عن اجتماعها الاربعاء الماضي لعدم رد الاتحاد على خطاباتها التي وصفت موقفه منها بـ "المؤسف".

في سياق ذي صلة، كان من المناسب ان يلتقي الاتحاد الاندية بعد قرارها مباشرة بربط مشاركتها في البطولة بالحصول على الدعم المالي، وان يُبقي قنوات الاتصال معها مفتوحة، وان يتحاور معها، وفي حال لم يصل الى توافق معها، فيمكنه تأجيل البطولة قبل إنطلاقها الى إشعار آخر دون ان يترك مشهد عدم مشاركة سبعة فرق يُخيم على اجواء البطولة، فيكون بذلك قد نزع فتيل الأزمة، لأن قراره بالمضي في إقامة البطولة جعل نيران الأزمة تستعر، وباعد المسافة مع الاندية!.

نجزم، لسنا مع لي ذراع الإتحاد، ولا مع عدم التحاور مع الاندية والإستماع اليها في ظل الظروف المالية الصعبة التي تواجهها، للتخفيف عنها وبما يساعدها على المشاركة.
عدد المشاهدات : [ 10103 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .