التاريخ : 2017-08-13
الإعدام ضرباً ب«الروسية»
مهما كان حجم الخطأ الذى ارتكبه طاقم تحكيم مباراة نهائى البطولة العربية بين الترجى التونسى والفيصلى الأردنى بقيادة الحكم الدولى المصرى إبراهيم نور الدين، ومهما كان تأثير هذا الخطأ على نتيجة اللقاء وحسم البطولة، إلا أنه لا يبرر أبداً حجم الخطأ الكارثى الذى ارتكبه لاعبو الفيصلى والطاقم الفنى والإدارى من اعتداء سافر، وكانت تصرفاتهم بداية الشرارة لمجموعة من الجماهير المشاغبة والبلطجية الذين لا يعبرون إلا عن أنفسهم وليس عن الأردن وشعبها وكرة القدم فيها.. والذين قاموا بتحطيم المقاعد باستاد الإسكندرية، وتسببوا فى أزمة كبيرة.
وأقسم بالله لو كان الحكم من جنسية أخرى لقامت الدنيا ولم تقعد.. والسؤال هل يقبل أى مسئول أن يهان حكم بهذه الصورة، وأن يتعرض للركل والرفس والضرب بـ«الروسية» داخل المستطيل الأخضر.. وأغرب ما فى الأمر أن يمر ما حدث مرور الكرام، وأن تتدخل الدبلوماسية للإفراج عن المعتدين من الجماهير الذين تم القبض عليهم والكاميرات رصدتهم وهم يخلعون المقاعد، ويلقون بها على أرضية الملعب ورجال الشرطة، أى أن «الفاعل معلوم» وليس مجهولاً، ورغم ذلك عادوا إلى عمَّان فى سلامة الله.. عادوا وتركوا لنا الهم والغم وخيبة الأمل، حكم مصرى دولى يتعرض للضرب فى بلده على مرأى ومسمع من العالم كله، ولم يتم عقاب أى من الذين تسببوا فى هذه الفضيحة.. أى منطق وأى دبلوماسية تلك التى تقبل للتحكيم، بل وللكرة المصرية هذا العار؟!
لا تهمنى العقوبات التى ينتظرها الجميع من إدارة نادى الفيصلى، ولا من اللجنة المنظمة للبطولة، ولا اتحاد الكرة الأردنى، ولا الاتحاد العربى لكرة القدم؛ لأن هناك من سيتدخل، ويؤكد أن الحكم أخطأ، والكثير من المحللين الجهابذة فى اللعبة أكدوا أن «نور الدين» أفسد المباراة، وصدروا لنا انطباعاً أنه نال جزاءه!
وأخشى ما أخشاه أن يطلب البعض منا أن نقدم نحن الاعتذار للفيصلى الأردنى، بعد أن تسبب حكمنا بقراره الخاطئ فى ضياع البطولة العربية منهم، وإذا لم يقبلوا اعتذارنا يكون البديل إعدام الحكم المصرى إبراهيم نور الدين فى نفس الملعب وفى حضور نفس الجماهير بعد تكتيفه وضربه بـ«الروسية» حتى الموت! وأعتقد أن هذه العقوبة سترضى فريق الفيصلى جماهيره ولاعبيه الذين حرمهم الحكم المصرى من هذه البطولة المهمة جداً!!
والسؤال الآن، هل سيتحرك اتحاد الكرة المصرى ولجنة حكامه لرد اعتبار هذا الحكم، أم أننا سنصمت ونعتمد على عامل الزمن والنسيان وكأن شيئاً لم يكن.. يجب رد الاعتبار لهذا الحكم ولكل مصرى شعر بالإهانة والمهانة وقلة الحيلة، وهو يرى هذا المواطن المصرى يتعرض لكل هذا الكم من الضرب والإهانة فى بلده.. والمعتدون عادوا بسلامة الله إلى عمَّان بعدما (أخدوا حقهم بدراعهم!!).
عدد المشاهدات : [ 11680 ]