مبالغ مالية كبيرة أنفقتها الأندية على تعاقدات داخلية وخارجية والغاية منها تحقيق اللقب أو البقاء, ويبحث كل ناد خلال الدوري على استعادة المال الذي أنفقع على اللاعبين من خلال الدعم الحكومي والمناصير والتلفزيون الاردني وفي نهاية الأمر ريع المباريات التي تعتبر المعضلة الأكبر في الاردن حاليا, كون الجماهير تقاطع مباريات الفرق ولكل منهم سبب للابتعاد عن الذهاب الى الملاعب, فالبعض يجد صعوبة في اصطفاف سيارتة والآخر بسبب التفتيش والتعامل على الأبواب فيما هناك من يرفض الذهاب بسبب الجمهور ذاته الذي يتفنن في اساءة الأدب, ويبقى النوع الأخير الذي لا يقتنع بأن لدينا كرة قدم تستحق أن تهدر من وقتك ساعتين أو ثلاث لأجلها.
الأندية تحاول جاهدة حل هذه المعضلات لضمان حضور الجماهير لكن الأمر ليس سهلا, فقد تشكل في فكر الجمهور ان الذهاب الى الملاعب غير مجدي في ظل وجود بث تلفزيوني مباشر, وبالتالي فلماذا الذهاب ودفع الأموال من مواصلات الى ثمن التذاكر ففي الوقت الحالي التوفير هو نصف المعيشة, لذا فان العوامل الطاردة للذهاب الى الملاعب كثيرة وعديدة ومتزايدة من عام لآخر.
وفي الدوري فان كل فريق يخوض '22' لقاء وفي المجموع تخوض فرق الأضواء '132' لقاء وفي الكاس خاضت الفرق '15' لقاء و '21' لقاء في درع الاتحاد ولقاء في كاس الكؤوس, ليصل مجموع المباريات الى '169' لقاء في موسم كامل حضرها حوالي '350' الف مشاهدة بمعدل '2071' مشاهد لكل لقاء وهو رقم ضعيف جدا يشير الى ان بطولاتنا تقام في الظل, هذا اذا علمنا بان من تابعوا مباريات الوحدات في المدرجات '151' الف في المباريات التي أقيمت على أرض الوحدات و'105' الف للفيصلي فيما بقية الأندية مجتمعة حضر مبارياتها '94' الف متفرج فقط منهم '54' تابعوا مباريات الرمثا ليتيقى '40' الف مشاهد تابعو مباريات '9' فرق, وجميع هذه النتائج تشير الى أن كرتنا اصبحت غير مرغوبة أو متابعة من الجمهور الاردني.
لذا فالاندية تسعى الى البحث عن حلول كتلك التي أوجدتها شركة 'شووت' حين جعلت الملاعب تزدحم بالجماهير بسبب وجود آلية تحفز الجمهور على الحضور من خلال الجوائز أو بيع التذاكر بعد كشطها بحثا عن الربح باسعار زهيدة جعلت الكثيرون يتابعون المباريات من أرض الملعب, وأصبح التراجع ظاهرة عامة بعد اغلاق الشركة التي ظهرت واختفت دون معرفة الجماهير والاندية بالاسباب.
وفي ظل عدم وجود رابطة للأندية فقد اصبح على اتحاد الكرة وضع الخطط التي تتناسب مع الجماهير واستهدافهم للحضور الى المدرجات سواء من خلال تقليل الاسعار او توقيت المباريات والتركيز على رفع المستوى, والا فان المعضلة ستنتقل الى العام القادم والذي يليه دون حل, وهذا يعني ان الاتحاد يحتاج الى خطة طموحة لتشجيع العائلات والجماهير للذهاب الى الملاعب و وتعبر ابرز النقط المحفزة على الحضور الى الملاعب بمكافحة الأصوات التي تصدح بالشتائم والالفاظ البذيئة, وعندا سنكون قد وضعنا قدمنا على الطريق الصحيح في لعبة يتم ممارستها بالقدم.
