التاريخ : 2018-04-10
الكرة النسوية .. تجربة بطعم العلقم !!
صالح الراشد
ترى من قال بأن منتخبنا النسوي بكرة القدم مؤهل ليصل الى نهائيات كأس العالم؟, ومن هو صاحب الحلم ؟, فالحقيقة أن منتخبنا النسوي ولد ميتا, لأنه وبكل بساطة لم يحقق أي انجاز على صعيد غرب القارة الضعيفة, فكيف سيحقق الاعجاز أمام فرق شرق اسيا المرعبة والتي تنافس على بطولات العالم, لذا فان من ضخم منتخب السيدات وجعله يطير كالمنطاد عليه أن يتحمل المسؤولية وحيدا سواء أكان المدير الفني لاتحاد كرة القدم أو مجموعة منتقاة من الاعلاميين الذين طبلوا وهللوا على مدار اشهر طويلة للمنتخب, حتى اعتقدنا ان التأهل الى فرنسا مجرد وقت ليس الا, وان علينا ان نجهز أنفسنا للاحتفال, ليكون الحفل حزينا فقط طارت الاحلام مع المنطاد المليء بالهواء والأوهام.
التطور في كرة القدم النسوية ليس أمنية تتحقق بفرقعة الأصابع أو المسح على الفانوس السحري, بل طريق طويل يحتاج الى بطولات محلية قوية تصنع المنتخب وليس بطولات وهمية تنتهي بنتائج فلكية تقارب كرة اليد أو السلة, كما يحتاج التطوير الى المال ايضا وتوزيع اللاعبات المدربات على الأندية لخلق مستوى متقارب, وفتح باب الاحتراف ونشر اللعبة في المدارس والجامعات, وبعد ذلك نبدأ بالحلم الصعير بان يكون لدينا منتخب شبه محترف, وبعدها ننطلق للبحث عن مشاركات قوية, ورغم ذلك سيظل الفارق موجودا لأن تاريخ الكرة في شرق اسيا يسبقنا بعقود عديدة, اضافة الى أن ثقافات المجتمع تختلف.
الخسارات الكارثية أمام الفلبين وتايلاند لا تتحملها لاعبات المنتخب فقط, بل يتحملها المخطط العام بالحسن مالوش والمدرب الامريكي مايك والمروجين المرجفين في الاتحاد وما حوله, لأن جميع هؤلاء حملوا لاعباتنا ضغط نفسي يعبء عن حمله أعتى الرجال, لأن حديث هؤلاء جميعا للاعبات والاعلام كان ينصب حول جملة محددة: لقد جهزنا كل شيء والان دوركم, لم يحدثهم أحد عن الفارق الفني والتاريخي لكرة شرق القارة, ولم يتحدث أحد للاعلام بان المغادرة المبكرة واردة, بل استمروا في الضغط السلبي على اللاعبات والجمهور لتكون المفاجئة كبيرة حتى لأعضاء مجلس ادارة اتحاد كرة القدم كونهم اعتقدو وبسبب الرسائل السلبية من القائمين على الخطط الفنية في الاتحاد والاعلام القريب المقرب من الاتحاد بان الأمور على أفضل وجه, وأن القادم أفضل .
تجربة جديدة لكرتنا بطعم العلقم, استضافة بطعم الحنظل, فالاهداف لم تتحقق لا فنيا ولا اداريا, فمنتخبنا كان أول شبة المغادرين حيث ينتظر معجزة في عصر انتهت فيه المعجزات, فيما التنظيم لا يزال قاصرا, والترويج التسويقي يحبو في عالم الهواية والعالم تجاوز حدود الاحتراف, والاعلامي محزن فلا وجود للاعلام في المؤتمرات بل ان الدورة الاعلامية شارك بها سبع اعلاميات واستمرت الدورة لساعتين فقط.
لذا دعونا لا نبكي على اللبن المسكوب ولننظر بأمل الى أنديتنا التي تحارب وحيده في البطولات الخارجية وتحارب الديون محليا لأجل البقاء, وتتصارع في بطولة صعبة للغاية دمر مستواها الاهتمام بمنتخب السيدات والتوقفات, ولنبحث سويا عن مخطط يعرف حاجة كرتنا ومدربين قادرين على النهوض بها ولنوقف هدر المال على منتخبات لا تصنع التاريخ ولننفقة على أندية ومنتخبات صنعت مجدا سابقا وتطمح لصنع المزيد.
عدد المشاهدات : [ 9665 ]