التاريخ : 2018-03-13
مستحقات الحكام
تيسير العميري
دأب عدد من الفرق على طلب حكام من الخارج لإدارة بعض مبارياتها في مختلف البطولات المحلية لأندية المحترفين لكرة القدم هذا الموسم وبشكل غير مسبوق، قياسا بما كان يحدث في مواسم سابقة، وينحصر الأمر بعدد محدود للغاية من المباريات الحساسة، وبالطبع فإن النادي الذي يطلب حكاما من الخارج يتحمل كامل النفقات التي تبلغ نحو 5 آلاف دينار "نحو 8 آلاف دولار أميركي"، تشمل الإقامة وتذاكر السفر والمياومات المتعارف عليها، ويتم دفع هذا المبلغ بسرعة متناهية من قبل الاتحاد الأردني لكرة القدم، الذي يقوم بحسم المبلغ من مستحقات النادي المعني من ريع مبارياته.
وفي مقابل ذلك، فإن حكام كرة القدم الأردنيين من مختلف الدرجات، ما يزالون ينتظرون دفع مستحقاتهم المتأخرة منذ نحو 6 شهور، بحيث يحصل حكم الساحة الدولي على 150 دينارا والحكم الدولي المساعد على 140 دينارا وحكام الدرجات الأخرى "الأولى 70 دينارا والثانية 50 دينارا والثالثة 40 دينارا" عن كل مباراة يديرها أو يشارك في تحكيمها الحكم، الذي يتعرض أحيانا لوابل من الشتائم من قبل مختلف جماهير الأندية، إن لم تعجبها قرارات الحكام ومساعديهم.
الغريب في الأمر، أن اتحاد كرة القدم يقوم بصرف مستحقات الأندية من الريع بسرعة، ويقوم في الوقت ذاته بحسم نسبة 10 % من تلك المستحقات، وهي التي تشمل أجور الحكام وغيرها من المصاريف، ما يعني أن أموال الحكام ليست بحاجة لتحصيل من أحد حتى يتم تأخير دفعها للحكام.
يقول لي أحد الحكام إن مسؤولا في اتحاد كرة القدم قال لهم بالحرف الواحد "اللي جاي على التحكيم من أجل المصاري ما يظل بالتحكيم"، وهذه العباراة الفظة لا تليق مطلقا وتقفز على حقوق الحكام لأن ما يحصلون عليه ليس منّة من أحد وإنما حق مكتسب يحصل عليها كل حكام الكرة في العالم، بما أن الاتحاد يطبق الاحتراف، وأن التحكيم أصبح مهنة أسوة باللاعب والمدرب والإداري والمعالج.أعتقد أنه من الواجب منح حكام الكرة الأردنيين مزيدا من الثقة ومساعدتهم على مختلف الأوجه، فليس من المعقول أن يكون جسد الحكم في الملعب وعقله شاردا ويفكر متى سيحصل على حقوقه المالية من الاتحاد، لكي يفي بالالتزامات المترتبة عليه تجاه أسرته، والحكم ليس أقل من موظفي الاتحاد وغيرهم من المدربين العاملين الذين يأخذون حقوقهم كل شهر. عدد المشاهدات : [ 9507 ]