التاريخ : 2017-07-24
المستحيلات صاروا خمسة
قالوا قديما إن المستحيلات الثلاثة هي الغول والعنقاء والخل الوفي.
والحقيقة التي يمكن أن نضيفها اليهم هي ان رابع المستحيلات هو تحكيم بلا أخطاء في مباريات كرة القدم.
أما خامس المستحيلات فهو ان تجد أشخاصا من عشاق اللعبة قادرين على حفظ هدوئهم وكبت انفعالاتهم وحفظ ألسنتهم في مواجهة الموجات المتتالية من أخطاء الحكام الوفيرة والبشعة والمؤثرة في مباريات اللعبة الجميلة.
قبل شهرين اهتزت أركان اللعبة مع أخطاء الحكم الالماني دينيز ايتكين في مباراة برشلونة الاسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي في اياب ثمن نهائي دوري الابطال الاوروبي في ملعب كامب نو.. ومنحت الأخطاء البشعة والمتجهة لمصلحة برشلونة دون انقطاع الى تحقيق أصحاب الملعب لأكبر عودة في تاريخ شامبيونزليج والفوز 6 - 1.. وخرج باريس سان جيرمان مظلوما من أقوى البطولات.
وقبل أيام شرب الالمان من نفس الكأس وفي نفس الدولة.. ولم يصدق الكثيرون ما فعله الحكم الهنجاري فيكتور كاساي ومساعداه في مباراة ريال مدريد الاسباني وضيفه الالماني بايرن ميونيخ في اياب ربع نهائي شامبيونزليج في ملعب سانتياجو بيرنابيو.. وتوالت الأخطاء كالمطر في الاشواط الثاني والثالث والرابع لتهز أركان الضيوف وتمنح الريال فوزا غير عادل 4 - 2.. وودع بايرن ميونيخ البطولة متحسرا على العدالة الغائبة.
ومساء السبت الماضي (أي قبل يومين) كان الدوري الاسباني على موعد مع حادثة أخرى (ويبدو أن اسبانيا صارت أرض الانحراف التحكيمي) وشاهد كل من له عينان في ملعب لا سيراميكا اللاعب الكونغولي سيدريك باكمبو يسجل بيده هدفا لفياريال في مرمى ضيوفهم ليجانيس في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ليخطف فوزا مؤلما ومشبوها 2 - 1.. وبقي الحكم خايمي سانتياجو ومساعداه وزملاؤهم من بقية الطاقم وحدهم بلا أدنى رؤية لتلك المخالفة الفنية والاخلاقية.. وظل موقف ليجانيس خطيرا في سعيه للهروب من الهبوط.
وقبل شهر كانت الملاعب المصرية مسرحا لركلة جزاء غير محتسبة للزمالك ضد مصر المقاصة من لمسة يد لا يمكن ان تمر دون ان يلحظها الجميع.. ولكن الاقدار ساقت العمى المؤقت الى عيون الحكم الدولي جهاد جريشة ومساعديه ليغفلوا تلك الواقعة ويتجاهلوا احتساب الركلة وتنتهي المباراة بخسارة غير عادلة للزمالك بهدف يتيم.. وقامت بعدها الدنيا في مصر اثر صراخ رئيس الزمالك المتهور دائما بسبب او بدون سبب.
النماذج السابقة ليست الوحيدة خلال الاسابيع الاخيرة ولكنها الاكثر ضجيجا.. وهناك الالاف من الأخطاء (في كل مكان تمارس فيه كرة القدم) الأكثر وضوحا وتأثيرا التي مرت بلا نفس الضجيج.
ولكن.. هل من علاج ناجع لتلك الأخطاء التي تحولت الى وباء سرطاني يلتهم خلايا العدالة في جسم كرة القدم؟.
ببساطة.. لا علاج.. وأكرر لا علاج ناجع.
وهل وجد العلماء والمخترعون والأطباء علاجا ناجعا للسرطان؟.
هم لا يملكون الا الاستئصال للأورام الخبيثة.. وقد يعيش المريض بعدها أو يموت سريعا.
وهكذا يفعل المسؤولون في كرة القدم.
هم يوقفون الحكام الذين تشتهر مبارياتهم بكثرة وفداحة الأخطاء.. ولكن استئصالهم لا يحل الأزمات ولا يرفع الظلم ولا يعيد العدالة.
حاولوا التطوير وأدخلوا السماعات وحكاما جددا بين رابع وخامس واخرين خلف المرمى وسابعا للفيديو.. والأخطاء لا تتوقف.
في النهاية أذكركم بحقيقة تهدئ من روع المظلومين والغاضبين من أخطاء الحكام.
مظلوم اليوم هو الجاني بالأمس.. وجاني اليوم هو المظلوم بالأمس.
ولنا وقفة تفصيلية في تلك الحقيقة في نفس المكان.. الاثنين المقبل.
عدد المشاهدات : [ 8018 ]