أصبحت بطولات رياضة السيارات في الشرق الأوسط تشكل عبئا على المتسابقين العرب والأردنيين، نتيجة غياب الدعم المادي والركود الاقتصادي، اللذين تعيشهما المنطقة بسبب الأزمات الاقتصادية والحروب وتفشي جائحة كوورنا.
وفضل عدد كبير من المتسابقين “هجر” البطولات كبطولة الشرق الأوسط للراليات، والبحث عن سبل بديلة لممارسة رياضة السيارات كالتركيز على المشاركات المحلية.
علما أنه في بعض الدول العربية تعد البطولات المحلية الأقوى كالدفع الرباعي وجي تي ودراغ ريس وسباقات الراليات الصحراوية باها، وغيرها من البطولات والسباقات المحلية التي تنظمها دول عربية عدة، وتتطور رياضة السيارات في المنطقة حيث استضاف الشرق الأوسط 4 سباقات للفورمولا1 العام الحالي، وهي البحرين وقطر والسعودية وأبو ظبي.
وأكد نجوم في رياضة السيارات، في حديثهم لـ”الغد”، أهمية توفر الدعم المادي، والاهتمام بالواعدين، كطريق للارتقاء باللعبة ومواصلة المشاركة في البطولات بحثا عن الإنجازات.
وشدد عطا الحمود صاحب المركز الثالث لبطولة الشرق الأوسط للملاحين للعام الحالي، على ضرورة التركيز على إعداد جيل من المتسابقين والواعدين، وتوفير الدعم المادي لهم.
وأضاف: “أعتقد أن إنجازات المتسابقين تعد محورا أساسيا في توفير الدعم المادي، وعلى سبيل المثال إنجازات المتسابقين شاكر جويحان وأمير النجار وفيصل القماز وغيرهم من الواعدين، تدعو الشركات والمؤسسات لدعمهم ماديا، كما يشارك المتسابق تامر حجازين كمتحرف في بطولة قطر للراليات الصحراوية”.
وقال “ما أتطلع لتوضيحه هو أن الأجيال الشابة وأصحاب الإنجازات من المتسابقين في البطولات كافة، لا بد من توفير دعم مادي لهم من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات، شاركت مع المتسابق العُماني اليافع عبد الله الرواحي، في بطولات الشرق الأوسط وعُمان والأردن للراليات، وحققنا إنجازات مميزة العام الحالي، وكان قد انطلق تدريجيا من بوابة سباقات الكارتينغ إلى الراليات والتميز في البطولات، وسنعمل العام المقبل على المشاركة في مزيد من البطولات، وأعتقد أن عقلية المستثمرين والمتسابقين يجب أن تتغير من أجل مستقبل مشرق لرياضة السيارات”.
أما تامر حجازين الملاح المحترف للراليات الصحراوية في قطر، فقد قال: “أستطيع القول من خلال مشاركتي في بطولة قطر للراليات، إن توفير الدعم المادي يلعب دورا كبيرا في تجهيز سيارة الرالي، فيما يتعلق بإجراء عملية الصيانة بشكل دوري، إضافة إلى تكاليف المشاركة في الراليات، ونقل سيارة السباق من بلد إلى آخر”.
وبدوره، قال عاصم عارف بطل الشرق الأوسط للميرك 3: “معظم الوقت لا يشعر المتسابق بالعبء المادي، أمام متعة تحقيق الإنجازات في البطولات كافة إن كانت محلية أو دولية، بالطبع في حال توفر الدعم المادي للمتسابقين، سيؤثر ذلك بشكل إيجابي على تحضيراتهم للاستحقاقات المقبلة، وأعتقد أن قلة الدعم المادي، لم توقف عددا من المتسابقين، وأنا منهم، عن ممارسة رياضتهم المفضلة، بسبب سحرها، ولو تطلب الأمر الإنفاق من جيبي الخاص”.
وقال بطل الراليات سلامة القماز : “حال توفر الدعم المادي يستطيع المتسابق تحسين أدائه في السباقات، رياضة السيارات مكلفة جدا وتعتمد على الدعم المادي، وبتوفره يستطيع المتسابقون شراء إطارات وقطع غيار ذات جودة عالية، ونوعية وقود جيدة، وعزوف الشركات والمؤسسات عن الدعم المادي، يشكل عبئا كبيرا عند المتسابقين”.
واعتبر بطل سباقات السرعة أيمن النجار أن الدعم المادي مهم جدا، وهو ما نفتقده ، بسبب عدم وجود داعمين حقيقيين في الأردن، حيث إن الدعم العالمي لرياضة السيارات موجود بوفرة.
وأشار طارق الطاهر إلى أن الأوضاع الاقتصادية تلعب دورا محوريا في عدم توفر الدعم المادي، والتقصير يأتي من جهات عدة كالشركات والمؤسسات، ولا بد للجهات المختصة أن توفر حوافز مادية للمتسابقين، وتسهم في وجود آلية لدعم المتسابقين.
أما بطل الأردن للراليات للعام الحالي شادي شعبان فقد أكد اعتماد رياضة السيارات بالدرجة الأولى على الدعم المادي في البطولات بعيدا عن الموهبة، لافتا إلى “أن قلة الدعم المادي تؤثر على تجهيز السيارة في سباقات الرالي، وفي بعض السباقات التي شاركت فيها، كانت سيارتي، غير مجهزة بالشكل المطلوب”.
وقال بطل الأردن للراليات خالد جمعة: “بالطبع تعد رياضة السيارات مكلفة جدا، وتسهم في دخول المتسابقين لدائرة المنافسة، وبكل أسف نحن نفتقر للدعم المادي، نحن بالطبع، نشعر بما تمر به البلاد من أوضاع اقتصادية سيئة، بسبب جائحة كورونا، أتمنى أن تكون الأمور على أحسن حال في المستقبل، وأن تقوم الشركات والمؤسسات على توفير أرضية صلبة يقف عليها المتسابقون في سباقات السيارات كافة”.
وقال بطل سباقات السرعة والرمان هشام النجار: “إن تكاليف رياضة السيارات عالية جدا، وعلى المتسابق الدفع من جيبه الخاص للمشاركة في البطولات الخارجية، وتحقيق نتائج مميزة، حيث تعمل المشاركات الخارجية في سباقات السيارات، على صقل مواهب المتسابقين، بالنسبة لي، لا يوجد دعم مادي للمتسابق، وأنا على سبيل المثال، كي لا أظلم نجلي أمير أقوم بالإنفاق من جيبي الخاص خلال مشاركته في بطولات عالمية في سباقات الكارتينغ كبطولة تحدي روتاكس ماكس العالمية للكارتينغ المقامة حاليا في البحرين”.