4 نقاط في 4 مباريات حصدها فريق الوحدات 'حامل اللقب' في دوري المحترفين لكرة القدم، بل من يصدق أن الفريق الذي يطمح في الحصول على اللقب للمرة 17 في تاريخه، لم يسجل سوى هدفين مقابل 4 أهداف دخلت مرماه في الجولات الأربع الماضية؟.
سيناريو غريب عجيب، بل هو أشبه بكابوس يجثم على صدور أنصار الفريق، الذين أحتفلوا بأول القاب الموسم 2018-2019، حين توج فريقهم بلقب كأس الكؤوس يوم الجمعة 17 آب (أغسطس) الماضي على حساب الجزيرة، في مباراة مثيرة للجدل بعد أن سجل الوحدات هدف التعادل بطريقة غير صحيحة.
ويبدو أن الرقم 17 له مدلولات إضافية بالنسبة للوحدات، ذلك أن إدارة النادي جددت ثقتها بالمدرب جمال محمود يوم الاحد 17 أيلول (سبتمبر) الحالي، بعد أن كان المدرب قدم استقالته الشفوية عقب تعادل الفريق 0-0 مع الصريح في الجولة الثالثة من الدوري.
يوم 17 أيار (مايو) من العام الماضي قررت إدارة نادي الوحدات تعيين المدرب جمال محمود بشكل رسمي على رأس الجهاز الفني لفريق الوحدات.. استقال المدرب العراقي عدنان حمد يوم 12 منه، بعد خسارة الوحدات أمام الفيصلي 0-2، في ذهاب نصف نهائي كأس الأردن للموسم 2016-2016.. لم يكن من مدرب متوفر آنذاك، فتقرر استعارة محمود من الأهلي يوم 13 منه، ليقود الفريق في أياب الكأس مع الفيصلي وما تبقى من مباريات محلية وآسيوية.. تعادل الوحدات مع الفيصلي 0-0، وأنهى الوحدات ذلك الموسم بـ'الدموع' بعد أن فشل في تحقيق أي من البطولات المحلية، وأخفق في اكمال المشوار الآسيوي.
بدأ جمال محمود المهمة قبل نحو 17 شهرا بهمة عالية وثقة كبيرة من إدارة النادي والجماهير.. كان ذلك المدرب مطلبا جماهيريا ونقطة اتفاق وسط اختلاف إداري لا ينتهي بسبب الانتخابات الإدارية.
ظفر محمود مع الوحدات بدرع الاتحاد واستعاد دوري المحترفين، ثم خرج من نصف نهائي كأس الأردن أمام شباب الأردن بمجموع المباراتين، حيث فاز الشباب ذهابا 3-1 والوحدات ايابا 1-0.
لكن الحال اختلف مع بداية الموسم الحالي.. فوز غير مقنع على الجزيرة بكأس الكؤوس، ثم جاءت الصدمة الكبرى في مستهل الدوري أمام الصاعد للمرة الأولى للمحترفين، فخسر الوحدات 0-1 'مع الرأفة' أمام السلط، وكاد أن يخرج بخسارة ثقيلة لولا 'دعاء الوالدين والجماهير'!.
واعتقد أنصار الفريق أن الأحوال ستتغير بعد الفوز الشاق على الحسين إربد 2-1، لكن سرعان ما ظهر أن الوحدات لا يعاني من 'عارض صحي' بل من 'مرض عضال' لم يستطع 'الطبيب' جمال محمود تشخيصه وتوفير العلاج له.. تعادل الوحدات مع الصريح 0-0 بطعم الخسارة، ثم جاءت الصدمة الأشد بالخسارة 0-2 أمام شباب الأردن، لتعلن أن الوحدات 'اليوم' ليس الوحدات 'الأمس'، وأن سوء الاداء والنتائج سيجعل الفريق 'إن استمر الحال'، يبحث عن مكان في منطقة الأمان هروبا من 'شبح الهبوط' وتنازلا عن المنافسة على اللقب بشكل مبكر.
33 % هي علامة الوحدات في أول 4 جولات.. من يصدق أن نسبة تسجيل الفريق تبلغ نصف هدف في المباراة؟.
إرحل.. إرحل.. هتاف أطلقه أنصار الفريق نحو المدرب جمال محمود، الذي أعلن أنه لن يبقى الى ما بعد مباراة فريقه الوحدات أمام الفيصلي يوم الجمعة 28 أيلول (سبتمبر) المقبل، لتكون المواجهة أمام الفيصلي أول وآخر مباراة للمدرب مع فريقه!.
المدرب يتهم ادارة النادي بالتقصير في توفير متطلباته من التعاقدات قبل بداية الموسم.. رحل نجوم عدة لخلافات مالية وتلقي عروض احتراف داخلية وخارجية.. رحل عبدالله ذيب وعامر شفيع وطارق خطاب ومحمد الدميري وفهد يوسف وإحسان حداد.. لم يعد من مدافعين في الفريق الذي استغنى عن بعض شبابه، وتعاقد مع ثلاثة محترفين من الخارج 'السوريين هادي المصري وورد سلامة والبرازيلي كارلوس سانتوس'.. لم يقدم أيا منهم شيئا يذكر بل كانت الأخطاء الفردية والاصابات المتكررة حالة مألوفة للمحترفين الثلاثة، وظهر دفاع الوحدات مهزوزا الى حد كبير، يسهل اختراقه والتلاعب به والوصول الى مرماه.
البعض يصف الفريق بغير المتجانس نظرا للتغييرات الكثيرة التي طالته.. البعض يتهم المدرب جمال محمود بأنه غير قادر على توظيف امكانيات اللاعبين بشكل مناسب وغير قادر على الاستقرار على تشكيلة.. البعض يتهم اللاعبين بالتراجع في الاداء والتأثر بالخلافات الادارية.. البعض يحمل إدارة النادي المسؤولية عما يحدث للفريق، الذي ربما يدفع ثمن تلك الخلافات قبل الانتخابات الإدارية.. وحده الجمهور يذهب الى الملعب حاملا احلاما وردية ثم يعود خائبا حزينا متسائلا ماذا يحصل في فريق الوحدات؟.
