التاريخ : 2018-02-20
مسرحيات باهته للأولمبية والنواب والحكومة !!
صالح الراشد
سؤال ظل يطاردني حتى في غرفة نومي, لماذا تكثر المسرحيات في هذه الايام؟, ولماذا نشعر بأن كل شيء حولنا مجرد تمثيل في تمثيل؟, وهل حقيقي أن فارق مسرحيات الحياة عن مسرحيات المسرح يتمحور حول قدرة الممثلين فقط؟, فالأيام الماضية كانت زاخرة بالمسرحيات التراجيدية والكوميدية التي نقلت المشاهدين من مسرح اللجنة الأولمبية الى مسرح مجلس النواب, والأغرب ايضا ان المسرحين التقيا في اجتماع اعلامي .
المسرحية الأولى كانت في مجلس النواب, وهي ما أطلق عليها اصطلاحا مسرحية "حجب الثقة", وفيها أجاد العديد من الممثلين أدوارهم وقامو منذ بداية العمل بوضع جل خبراتهم لضمان انتاج عمل درامي يشد المشاهدين ويجعلهم يتابعون الممثلين في اعمال درامية أخرى, بل أن البعض كان يستحق التصفيق مطولا وأن يقف له الشعب فيحيه من كل قلبه على ابداعاته الفنية.
فالممثلون تقاسموا الأدور بين منح وحجب " طبعا كنا نعرف نهاية المسرحية" , وحتى في طريقة التعامل مع الحدث فقد تألق الممثلون, ولو قدر ليوسف شاهين المخرج المصري المعروف وشاهد قدراتهم لضم العديد منهم الى المسلسلات في رمضان القادم, فهذا وبصوت حزين جعل الشعب يشعر بمراراة موقفه يمنح الثقة لأجل الوطن, وهذا يعلن اسقاط الحكومة ويحجب الثقة على طريقة المسلسلات التاريخيه, واخر يأتي من الخلف مسرعا بعد ان هرب من التصويت عند مناداة اسمه في وقت سابق, فيهبط في مقعده ويحجب الثقة "بعد أن طارت الطيور بأرزاقها", فيما الاخوه يتقاسمون الأدوار فأحدهم يعلن الحجب بقوة والاخر يعلن المنح بثقة, وهذا حال بنات العم ذاته, كل هذه الأحداث تجري أمام عيني البطل المطلق للعمل, والذي يتفاعل مع كل كلمة كأنه يخشى الغرق.
ويرتفع النسق والتشويق في المسرح بعد ان يعلن كبيرهم عن نهاية المسرحية بفوز تاريخي "لكنه مسبوق" للبطل الذي يرفع يديه ويسارع الى معانقه مريديه ومعارضيه على حد سواء فاليوم يوم العدل " أخ كريم وابن أخ كريم", ليسدل الستار على مسرحية النواب وسط تصفيق حار من الممثلين ونحيب ونواح من المشاهدين, فقد كانت المسرحية مؤثرة الى حد ان بكت العيون دمعا ممزوج بدم.
المسرحية الثانية أقيمت في مسرح اللجنة الأولمبية, حين تسابق الممثلون الى رفع وتيرة العمل بنزع الشرعية عن عديد الاتحادات, ليبدأ المشاهدون بالبحث عن حلول لقضية ظهرت من خارجها بأنها صعبة بفضل السيناريست المبدع, وتوقع المتابعون ان المسرحية ستطول وأن الأبطال سيكون لهم أدوار تاريخية, لكن المخرج قرر انهاء العمل سريعا ,"ربما لعدم قناعته بقدرات الممثلين على الابداع", فجاءت النهاية السريعة تغير واحد فقط والبقية "يبقى الحال على ما هو وعلى المتضرر أن يدق رأسه في الحيط".
وفي قاعة مغلقة التقى أبطال المسرحيتين في اجتماع لتدارس الأوضاع وما هو مستقبل المسرح , لكن الاجتماع لم يكن قانونيا لأن نقابة الفنانين كانت غائبة, فجاءت جميع القرارات والاحاديث "ككلام الليل يطلع علية الصبح يدوب".
المسرحيات لم ولن تتوقف وننتظر المسرحيات القادمة لعل الممثلين اكتسبوا خبرات كبيرة من العمل الحالي, وربما يحلم البعض بنيل الاوسكار لكن العملين الحاليين لم يكونا بالمستوى المطلوب في الاخراج وهو ما يوجب على الممثلين المزيد من التدريب واستقدام مخرجين محترفين لضمان الجودة.
عدد المشاهدات : [ 8670 ]