عادت عقوبات الاتحاد الآسيوي بحق نادي الوحدات، لفتح الملف «الاكثر سخونة» على مستوى كرة القدم الاردنية، في الوقت الذي تتركز فيه محاولات الاندية على «تحييد» مخالفات الجماهير في المسابقات المحلية!
وبعد نقاشات طويلة، وتوجهات مشتركة في البحر الميت خلال «خلوة» اركان اللعبة لـ «استمالة الاتحاد» فيما يتعلق بالعقوبات التي تطال الاندية على ضوء سلوك الجماهير.. خرج الاتحاد الاسيوي بقرار «قياسي» مع فرض غرامة مالية بلغت (30) الف دولار على الوحدات وحرمان جماهيره من حضور اول لقاء قاري للفريق «مع وقف التنفيذ».
ربما تعادل العقوبة التي فرضها «الآسيوي» على الوحدات بعد ارتكاب جماهيره لمخالفات متعددة امام الوحدة السوري على ستاد الملك عبدالله ضمن كأس الاتحاد، مجموع ما غرمه «الاخضر» من الاتحاد الاردني على امتداد المواسم الثلاثة الاخيرة بمختلف البطولات.. ما يؤكد ان السلوك الجماهيري محلياً بات يصنف بـ «الخطير» وفقاً للاعراف الدولية!
لم نرغب يوماً ان تخلو الملاعب الاردنية من الجماهير بقرار من الاتحاد.. وتم البحث في البحر الميت سبل الخروج بصيغة توافقية تضمن عدم اثقال كاهل الاندية بالغرامات والحرمان من الريع بعد مخالفات الجماهير.. لكن القرار الآسيوي اعاد جهود الاندية الى نقطة البداية، وأكد مجدداً ان حالات «الخروج عن النص» على المدرجات لا يمكن تجاهلها.
في «خلوة» البحر الميت، ركزت الاندية في مطالباتها على تجنب فرض غرامات مالية وحرمان الجماهير، وزادت عندما اوصت بعدم ترحيل عقوبات الموسم الماضي، وجاء رد الاتحاد ايجابياً عندما أكد الامين العام سيزار صوبر بحضور رؤوساء اللجان المعنية «تقديم دراسة متكاملة للهيئة التنفيذية للاتحاد تتضمن بدائل فعالة للحد من خروج الجماهير عن النص، مع الوقوف في صف الاندية لمحاربة هذه الظاهرة».
في المقابل، فان حديث الاتحاد عن تخفيف العقوبات، تضمن «اسقاطاً هاماً» لم تقف عنده الاندية، حيث أكد صوبر في معرض حديثه بان اللوائح التأديبية الجديدة ستحاول تجنب الاندية الغرامات المالية الكبيرة وعقوبات اللعب دون جمهور، «مع الاخذ بعين الاعتبار ان بعض المخالفات ستشهد قرارات رادعة قد تستدعي غرامات مغلظة حرمان الجماهير منذ المرة الاولى دون الالتفات الى مرات التكرار»!
لا شك ان الجماهير تتطلع الى استثمار «حالة الود والتشاركية» مع الاتحاد، لـ تمرير تعديلات تهدف لتجنب الغرامات المالية والعقوبات الجماهيرية بمختلف اشكالها، لكن القرار الآسيوي يعيد فتح «الملف الساخن» من جديد، ويؤكد ان السلوك على المدرجات لا يمكن تجاهله او التقليل من اهميته مع اعتباره «مخالفة خطيرة» تتطلب اجراءات رادعة فورية!
لا يمكن احصاء عدد مرات تجاوزات جماهير مختلف الفرق الموسم الماضي بـ القاء الزجاجات والمواد الصلبة، ومحاولات النزول الى ارض الملعب الى جانب الهتافات الجماعية المسيئة، وصولاً الى استفزاز الجماهير وغيرها من الممارسات التي رصدها الاتحاد الآسيوي في لقاء واحد للوحدات!
نظرياً.. ربما يتجاوز الاتحاد الاردني عن الهتافات المسيئة في الموسم المقبل الى حد ما، دون ان يشمل ذلك ما يصنف «تصرفاً عنصرياً»، وقد تمرر اللجنة التأديبية تصرفات عامة لا ترتقي لمستوى «الخطورة».. لكن ماذا عن القاء المواد واقتحام الملعب، وما يحرم المجتمع الرياضي الدولي؟.