حظيت الأعمال الفنية التي يقدمها عميد كلية الفنون والتصميم بجامعة الزرقاء الأستاذ الدكتور حسني أبو كريم بإشادة واسعة من قبل فنانين وناقدين عرب.
ونشر الفنان التشكيلي والناقد المصري سعيد العبد مقالا عن الأعمال الفنية التي قدمها أبو كريم خلال مسيرته الفنية، قائلا "من خلال قراءتي المتواضعة وإبحاري وسط بحوره وعوالمه الإبداعية لمست عدة محاور يستقي منها مبدعنا (أبو كريم) روائعه وإبداعاته".
وأضاف "تتمثل المحاور في القضية العربية والمتمثلة في فلسطين التي تعد العضو الهام والمؤثر في الجسد العربي والذي يئن ألما جراء ما يحدث فيه من قتل ونزوح وهجر للأرض عنوة، والمخزون البصري لدي الفنان وقدرته الفائقة على الاختزال والإيجاز، والطبيعة البيئية والجغرافية للوطن العربي وتحديدا طبيعة الأردن التراثية والجبلية".
وعن شخصية أبو كريم، أشار العبد إلى أن الدكتور حسني أبو كريم ينفرد بشخصية وبصمة خاصة "فهو فنان مبدع وعلم قدير من أعلام الفكر المستنير في الحركة التشكيلية الأردنية خاصة والعربية المعاصرة عامة" على حد تعبيره.
وأضاف "أبو كريم فنان حالم وصادق في إبداعه، مرهف الحس، مهموم بقضايا وطنه الغالي الأردن الحبيب، وقضايا الوطن العربي بل وقضايا الإنسانية بأثرها، بالإضافة إلى إنغماسه واهتمامه بقضايا الفكر والإبداع، حيث جاءت مفرداته وعناصره التشكيلية محملة برسائل ومضامين إنسانية، كما استطاع أن يصل بفنه لأن يكون سلاحا في وجه كل معتد آثم وهنا يتضح جليا الدور العظيم للفن في خدمة ومعالجة قضايا ومشكلات المجتمع".
واكد أن المتعمق في روائع أبو كريم وعوالمه الإبداعية يرى أنها تعد بمثابة سيمفونيات لونية وجمالية لعازف ماهر يمتلك أدوات وآليات ومفردات "نوتته" التشكيلية والإبداعية بقدرة فائقة، حيث تعد روائعه وإبداعاته تجسيدا واقعيا للحياة في هذا الوطن الغالي.
من جانبه، قال الفنان والناقد المصري أحمد عاطف إن البيئة الطبيعية تتخذ مكانة خاصة في أعمال الفنان التشكيلي الأردني الدكتور حسني أبو كريم، فهي ليست مجرد عنصر بصري بل مصدر دائم للإلهام، حيث يستخدم الألوان في نقل وجهة نظره وتفاعله مع الطبيعة، وفي الوقت نفسه يبعث رسائل حول التحديات الاجتماعية التي تواجه المجتمعات الريفية، فتأتي لوحاته غنية بالرمزية والمعاني.
وأشار إلى أن أبو كريم يتيمز بمهارة فنية فريدة، ويقدم من خلال لوحاته لغة عميقة في تحويل الألوان إلى قصص حيّة يحكيها اللون نفسه، ولفتت إبداعاته الأنظار منذ إطلاق معرضه الأول في العام 1976.
وأضاف "تعكس لوحات الطبيعة جزءاً من روحه وتعبيراته الخاصة، حيث يسلط أبو كريم الضوء على أماكن تحمل أهمية خاصة في ذاكرته مثل السهول والأنهار والجبال، وكذلك الفضاء السماوي، وجزء مهم من أعماله تجربة شخصية وتفاعل مع البيئة الأردنية بكل تفاصيلها".