الميدان الرياضي : غدير ذياب: ينقصنا الخبراء والمدرب المحلي غير كفؤ ..فيديو
التاريخ : 2018-01-31

غدير ذياب: ينقصنا الخبراء والمدرب المحلي غير كفؤ ..فيديو

في لقاء ل"رم" مع عضو مجلس ادارة الاتحاد وقائد منتخب الطائرة الاسبق

خطط التطوير موجودة لكن.. مع وقف التنفيذ

جرار امن بان الطائرة تشكل شخصية مجتمعية وروح جماعية

انا حزينة لما وصلت اليه اللعبة من الملل

الاستراتيجية موجودة  لكن التنفيذ بطيء

"35 " نادي و"9" اندية نسوية والمستوى الفني ضعيف

"60%" من الموازنة تنفق على الحكام

 

رندا البياري

 

تمر الطائرة الاردنية بمنحى صعب جعلها تقبع في مركز متأخر على جميع الصعد, بل ان التراجع رافق أيضا البطولات المحلية, وعاب مجلس ادارة الاتحاد لسنوات سابقه عدم الثبات وقيام اللجنة الاولمبية بحله في أكثر من مناسبة على أمل ان يكون القادم في كل مرة أفضل, لكن بقي الحال على ما هو عليه, حتى وصلنا الى مجلس الادارة الحالي الذي يعول عليه أهل الطائرة الكثير في استعادها لبريقها التاريخي.

وكالة "رم" التقت عضو مجلس الادارة الحالي غدير ذياب للحديث حول الموضوع كونها أيضا تملك خبرات سابقة في اللعبة حيث قادت المنتخب الوطني للسيدات على مدار "12" عاما, وتحمل شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية والعلوم السياسية.

 

 ما هي الهموم التي واجهتك كعضو مجلس ادارة في اتحاد كرة الطائرة خلال الدورتين ؟

لنرجع قليلا للأساس في تطوير كرة الطائرة  ، فهناك ضعف واضح من وزارة التربية والتعليم في الأنشطة الرياضية وبالأخص في كرة الطائرة التي لا تتبناها الوزارة في المدارس سواء الحكومية او الخاصة ، ثم انتقلت العدوى الى الجامعات  ، وبالتالي تواجدت الأزمة في الأندية  الأردنية ، وما ساعد على تفاقم المشكلة عدم وجود خبراء في هذا النوع من الرياضة.

 

غريب, كون الأردن من أوائل من مارسوا لعبة كرة الطائرة, ومع ذلك لا يوجد خبراء, ما السبب؟

المشكلة مشتركة ما بين اللاعب والنادي بالإضافة الى اتحاد كرة الطائرة ، فعدم تأسيس القاعدة السليمة للعبة يتسبب في اختفاء كل ما يخص اللعبة مستقبلا، فمهمة الاتحاد ان يتابع اللاعب من بدايته حتى يعتزل ثم الى اين يتجه بعد الاعتزال ، فهناك جهل بالثقافة الرياضية .

بالإضافة الى ان هناك نقص عام للمدربين الذين يفتقرون الخبرة وهذا بسبب عدم وجود دورات تدريبية لتطوير المدرب نفسياً ومعنوياً وبدنياً وهذا تقصير من الاتحاد الذي لا يوفر تلك الدورات التي تحفز في انعاش كرة الطائرة .

فيتوجب على الاتحاد ان يصنف المدربين المتواجدين حاليا ، فهناك مدرب للشباب ومدرب نسوي ومدرب للفئات العمرية وكلٌ في اختصاصه ، وهذه الثقافة لا توجد في الاتحاد أيضا.

 

لماذا الاتحاد لم يعمل في خلق جيل من المدربين ، كون لدينا اكثر من الف لاعب من الجيل القديم ؟

 الخطط  موجودة لكن مع وقف التنفيذ ‘ لكن كما ذكرت اللوم يقع على عدة جهات ، فاللاعب بعد اعتزاله يفضل ان تستمر حياته العملية على حساب حياة الرياضية دون اكتراث لما قد يحصل للعبة ، بالإضافة الى ان اتحاد كرة الطائرة بحاجة الى خبراء ومستشارين لإنقاذ  اللعبة واعادتها الى عصرها الذهبي .

 

هل ممكن ان نستعين بخبراء ومستشارين من خارج الأردن؟

للأسف هناك من هو مؤمن بكرة الطائرة وهناك من هو دخيل عليها سواء في الاتحاد او الاندية او المدربين وحتى من اللاعبين ،فهناك تجارب سيئة مع المدرب الأجنبي في ظل دكتاتورية القائمين سابقا على عمل ادارة الاتحاد,  فمنذ وصوله للاتحاد يتجمد دورة وبصبح الاتحاد الخبير ، نحن بأمس الحاجه الى خبراء لتطوير المدرب الأردني ، لوضع خطط شمولية وعلى المدى البعيد لخدمة كرة الطائرة.

فنحن كاتحاد يجب ان نكون  جزء من منظومة كاملة متكاملة وموحدة ومتصلة  مع  وزارة التربية والجامعات والأندية ، لاسترجاع كرة الطائرة الأردنية التي نعتز بها .

ونحتاج الان الى ولادة شخصيات عظيمة اهدت كل طاقتها وروحها وخبرتها لكرة الطائرة ، كالمرحوم المدرب محمد جرار الذي طالما كان معطاء للعبة وصاحب بصمة راسخة لا تنسى . 

 

هل هناك خطة لاسترجاع ذاك العصر الذهبي ؟

بداية من اللجنة الأولمبية  ووصولا الى المدارس ، نتحمل مسؤولية ما يحدث من عدم الارتقاء  للرياضة الأردنية بشكل عام وكرة الطائرة بشكل خاص  ،فالبداية الصحيحة هي نشر الوعي للثقافة الرياضية في المدارس ،وهي التي تعتبر المضخة الرئيسية لضخ جيل من اللاعبين ، فمن المدارس يبدأ الوعي وينتقل الى  الجامعات ومن ثم الى الأندية.

 

ما الفرق ما بين الماضي والحاضر في  كرة الطائرة ؟

في  ذاك الزمن الجميل كانت الجامعات هي  اكبر داعم لنا كلاعبات كرة الطائرة ,وكانت تمتلك ثقافة رياضية عالية ، بالإضافة الى  الجماهير الغفيرة الذي كان يخلق عرس كروي  داخل الصالة الرياضية .

 هذا العرس كان له ترتيبات مسبقة قبل اقامته ، فالقائمين على كرة الطائرة كانوا يبثون روح الفريق  أمثال المدرب محمد جرار ، فدور جرار لم يقتصر فقط في متابعة اللاعبات في التدرب فقط ، فكان يتابع التدريبات الفنية و يهتم بارتفاع مستوى الأداء ، بالإضافة الى انه كان يتواصل مع أهالي اللاعبات ، وكان جرار يؤمن بان كرة الطائرة ليس مجرد تشكيل فريق وحسب انما هي تشكل شخصية مجتمعية و روح جماعية بجسد واحد .

 

هل هذا السبب فقط؟

 لا, فقد كان هناك منظومة متكاملة ما بين إدارة الجامعة والكادر الفني والفريق، شكل منتج له روح جماعية وكيان منظم ومكمل لبعضه البعض، وبفضل هذا الانسجام انتج مستوى  فني راقي ساعد على استقطاب الجماهير وخلق موسيقى متناغمة ومنسجمة ما بينهم تصب  لصالح كرة الطائرة الاردنية  .

للأسف انا حزينة الان لما وصلت اليه كرة الطائرة الأردنية ، فمنذ وصولي للاتحاد واشرافي المستمر على مستوى اللاعبين سواء للرجال او السيدات ، افتقر وجود المتعة  بداخلي فلا اجد الا الكثير من الملل، عكس ما كنا علية في العصر القديم تماما ، والخلل يتمركز لعدم وجود قاعدة مدربين ومدربات حقيقين .

لن يعود ذاك العصر الذهبي الا بعد ان يتم التنسيق على ارض ثم البحث عن مواهب الموجودين من اللاعبين وتدريبهم بشكل مكثف ودعمهم في كل مراحلهم في حياتهم الرياضية  ، حتى بعد مرحلة الاعتزال  يتم توجيههم ليبقوا متواجدين  في الساحة الرياضية وتوظيفهم  خبراتهم  لخدمة كرة الطائرة ، سواء  كمدربين  او حكام او حتى اداريين .

 

هل هناك خطة استراتيجية مطروحة على طاولة الاتحاد ؟

الخطة موجودة ، لكن الية التنفيذ بطيئة جداً  بسبب موازنة الاتحاد المحدودة للعبة ، لكنني أتوقع بوجود سمو الاميرة اية الفيصل كرئيسة اتحاد كرة الطائرة وكلاعبة سابقة  وتوجيهاتها المستمرة لانعاش كرة الطائرة وطموحها المشترك بيننا أن يتم الارتقاء بمستوى اللعبة للوصول الى بطولة العالمية .

فنحن مع سمو الاميرة اية يداً بيد لتطوير اللعبة اكثر وخاصة الكرة النسوية كون الاتحاد يجمع اربع مقاعد نسوية ، فلدينا حلم مشترك مع سمو الاميرة . 

 فالتركيز الان يتمحور حول مراكز الواعدين والواعدات و فئة الشباب لنشكل قاعدة شبابية تخدم الرياضة الأردنية، ونحتاج الى داعمين من الشركات الخاصة  لدعم المجتمعي الرياضي ، فتقدم أي مجتمع حضارياً  يبدأ من تقدمها الرياضي .

 

هل تعتقدين ان كرة الطائرة مظلومة مادياً مقابل كرة القدم ؟

لا ننكر ان كرة القدم عالمياً مكتسحة الساحة الرياضية ، والموازنة الموجودة  لا تفي بالخطط الشمولية التي نطمح الى تحقيقها، لكنني اعتقد بوجود الاميرة اية تحت مظلة الاتحاد  نستطيع استقطاب الدعم الازم .

 

نتكلم قليلاً عن النوادي الرياضية ومشاكلهم ؟

يجب ان يكون للأندية المحلية معاير ثابتة في انتساب اللاعبين لها ، وان يتم التواصل مع الجامعات من خلال الأندية  ، وعند ترخيص النادي من قبل وزارة الشباب وانضمامها الى الاتحادات الرياضية فيجب ان تكون للأندية خطة واضحة للارتقاء بأنشطتهم الرياضية ، فهناك زخم كبير بالأندية لكن دون الاستفادة منها ، فيوجد ما يقارب "35 " نادي لا يمتلكون مستوى فني عالي ، بالإضافة الى وجود "9" اندية نسوية لا يوجد لها اسم على الساحة الرياضية .

 

نلاحظ محدودية اللاعبين ، كاتحاد هل وضعتم خطة لخلق لاعبين ؟

الاتحادات لها مهمة واضحة وهي خدمة الرياضة الأردنية من كل جوانبها ، وتم فعلا مناقشة هذا الموضوع في الاتحاد ، والتنقلات الحاصلة للاعبين ما بين الأندية لن يخلق لاعبين جدد ، فاعتماد الأندية على لاعبين محددين ينزع روح المنافسة ما بين الأندية ، بالتالي يقع اللوم الأكبر على الأندية وليست على الاتحاد .

ونحن كاتحاد خصصنا جوائز ومكافئات للأندية المشاركة لتحفيز الأندية والاعبين ، ولكن سنحتاج وقت طويل لتطوير كرة الطائرة الأردنية ، واتوقع الحد الأدنى لانعاش الكرة خلال العشر سنوات القادمة .

 

هل يوجد خطة لمنتخب كرة الطائرة النسوية مشابهة لمنتخب كرة القدم النسوية ؟

شتان بين الثرى والثريا ،فيجب ان تعود هيبة كرة الطائرة النسوية وفرصتهم كبيرة مقارنة بالشباب ، وذلك بسبب وجود عدد كبير من محبي هذه اللعبة من الفتيات ، فمقارنة ما بين الماضي والحاضر لكرة الطائرة النسوية الأردنية التي كانت تتقدم بسنوات كثيرة بين المنتخبات الأخرى وخاصة الخليجية في البطولات العالمية والعربية ، لكن الان نتساوى مع المنتخبات الأخرى  بالمستوى والأداء  وربما اقل.

فهناك خامات مميزة في دوري السيدات ودوري الجامعات والمدارس والتي تتميز بمستوى فني ممتاز ، لكن نحن بحاجة ماسة الى وجود خبراء ومدربين ذو كفاءات عالية ، ليتبنوا تلك الخامات ويتم صقلها لتبرز في جميع المحافل الدولية والمحلية .

 

نستشف من حديثك ان المدرب الأجنبي هو البديل؟

انا شخصياً مع ان يكون هناك بديل اجنبي عوضاً عن المدرب المحلي ، لأنني لا اجد مدرب محلي ذو كفاءة عالية متوفر حالياً في الساحة الرياضية ، ولم يوجد بديل للمدرب محمد جرار مهنياً وفنياً حتى الان ، فجرار لم يعمل فقط على المستوى الإداري والفني بل على نفسية اللاعب ايضاَ ومتابعة خطواته العلمية والعملية والرياضية ، فقد كان مدرب واستاذ واب وحاضن للاعبين وهذا ما يجب ان يكون علية أي مدرب لأي لعبة  ،  فيجب على المنظومة الكروية ان تبحث على مدربين ذو كفاءة ليتم تدريبهم وتطويرهم لخدمة كرة الطائرة .

 

هل يوجد دورات تصنيفية مستمرة للمدربين وللحكام كسائر الاتحادات ؟

هناك دورات تصنيفية للمدربين لكنها ليست كافية ويجب ان تكون قيد البحث ونقلة نوعية لألية تطوير المدرب.

 

ما هو المسبب لتراجع كرة الطائرة ؟

اعتقد اننا نحتاج لإعادة بناء ما تم هدمة في السابق ، ونحتاج الى جنود قادرين على حمل الرسالة من جيل الى جيل ، فجميعنا وفي مواقعنا مسؤولين سواء من الاتحاد او الأندية ، وهذا بسبب عدم التواصل الواضح ما بين الاتحادات والأندية .

ما نحتاجه الان هم اشخاص مسؤولين أصحاب خبرة متمركزين في مواقعهم الصحيحة ، سواء في مجلس الإدارة للاتحاد او في الأندية سواء جامعات او مدارس ، ومن خلال ذلك ستسقط أي خلافات شخصية زرعت في تلك الجهات حتى نصل بعد ذلك لمنظومة كاملة متكاملة ترتقي بكرة الطائرة ، بالنهاية هي رسالة وطن .

 

 لماذا قاعدة كرة الطائرة لا تتوسع مع أن تكلفتها متواضعة ؟

كما ذكرت سابقاً هناك تقصير في المنظومة الكروية ككل ، والأعلام جانب مساعد في التقصير لتغطية البطولات المحلية والدولية ، سواء لكرة الطائرة النسوية او اشباب او الفئات والواعدين  .

 

هل هناك خطة لتسليط الضوء على اللعبة ؟

هناك خطة مشتركة مطروحة على طاولة الاتحاد تعتمد على جميع اليات التواصل والتطوير من خلال الاتصال مع الاتحاد الدولي لكرة الطائرة ، لنستقطب خبراء من خلالهم لنستفيد من خبراتهم وتطوير اللعبة .

واللجنة الأولمبية تختص في ابراز اللعبة واللاعبين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل مع الجهات الإعلامية لتغطية المباريات والبطولات المحلية والدولية .

 

ما الفرق بين القديم والجديد سواء من المسؤولين او اللاعبين في كرة الطائرة  ؟

بين القديم والجديد الفرق هو القائد ، فالقائد مهم ونحن بحاجة الى قائدين مؤمنين بكرة الطائرة ، ليبث الحياة في روح اللاعبين وتعاود الجماهير تتغنى في المدرجات ، ومن ثم ستشتعل روح القتال داخل  قلب اللاعبين ليكسر الملل الذي بات مستقراً في قلب اسوار الملاعب .

ومع احترامي لزملائي في المنظومة  اجد تقصير كبير بينهم فلا تفرق بين الدخيل والخبير، لكنني على امل ان ننهض باللعبة من جديد من خلال العمل الجماعي .

 

هل نحن أصحاب قرار بالاتحاد العربي ؟

اعتقد ان الاتحاد العربي يحتاج للرقي في تطوير الرياضة العربية لكرة الطائرة ، فلا يوجد لنا بصمة مؤثرة سواء للجان او للبطولات ، فيجب ان يكون هناك مؤتمرات وللقاءات للاعبين واللاعبات ومعسكرات مستمرة لتبادل الخبرات ، فالرياضة تجمع ما فرقته السياسة .

فالأردن تفتح أبواب البطولات العربية بكل صدر رحب ، اما بالنسبة للدوري المحلي هناك ضعف بسبب الميزانية المحدودة والتي تصرف منها ما يقارب "60%" منها للحكام .

 

الى اين تتجهون بكرة الطائرة الشاطئية ؟

كرة الطائرة الشاطئية لها صدى على الصعيد العالمي وايضاً في الأردن ، فهي الواجهة لاستضافة البطولات المحلية والعربية ، لكن ما زالت تعتبر للهواة تفتقر الاحترافية بها رغم انها اصعب من كرة الطائرة في الصالات ، فنحن نحتاج مدرب وخبير للكرة الشاطئية .

 

اين جمهور كرة الطائرة ؟

لا ألوم الجمهور فهو لا يشاهد مستوى فني عالي ليستمتع ، وما ساعد على تدني عدد الجهور قصور اللاعبين فلا يوجد عملية تسويقية لجذب الجمهور داخل الصالات .

فمن خلال مراقبتي لبعض المباريات ، لم يخطف نظري ما يحصل في المباراة سواء من أداء اللاعبين الممل  ، مقارنة بالسابق عندما كانت المباراة تحمل روح المنافسة والتي كانت بالماضي كالمقطوعة الموسيقية كلٌ له دورة في الملعب .

عدد المشاهدات : [ 6900 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .