من المؤكد أن المقاربة والمقارنة بين فريقي الوحدات والفيصلي من جهة وفريقي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين من جهة أخرى، غير جائزة لانعدام التكافؤ من مختلف الأوجه، وما يجمع بين الفرق الأربعة شيء واحد لا أكثر، ويتمثل في أن كلا منهم يلعب كرة القدم بـ11 لاعبا، وغير ذلك حدث ولا حرج!.

بيد أن شيئا جديدا فرضته الأقدار مؤخرا، فأصبح حال الفرق الأربعة معا مضحكا ومبكيا في الوقت ذاته، وفق قاعدة "شر البلية ما يضحك".

هل هو "فيروس" نقل عدوى "مرض" فقدان النقاط، من الفريقين المحليين الفيصلي والوحدات، الى الفريقين الإسبانيين اللذين يعشقهما جمهورا الفريقين الأردنيين كما يعشقهما جمهور الكرة في العالم؟.

إهدار عجيب للنقاط في الجولات الماضية، جعل من المستحيل فض الشراكة بين برشلونة وريال مدريد، ربما يستمر الحال حتى مواجهة "الكلاسيكو" بينهما يوم الأحد 28 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، وفي الوقت ذاته فإن إهدار النقاط محليا، جعل الوحدات والفيصلي في موقف لا يحسدان عليه، لأنهما يبتعدان عن الجزيرة المتصدر بفارق 10 و8 نقاط!.

 
مع ذلك، ورغم حساسية الوضع في الدوري الإسباني، وحجم الإنفاق المالي على الفريقين وقيمة الجوائز المالية التي يحصل عليها البطل، إلا أن ذلك لم يؤثر سلبا على المدرجات؛ حيث يذهب الجمهوران لتشجيع فريقيهما والاستمتاع بالأداء، فيما تسود مدرجات الملاعب الأردنية ظاهرة الشغب، التي تتراوح بين هتافات مسيئة وتحطيم مقاعد ورمي عبوات مياه.

نتمنى أن تصيب الملاعب الأردنية "عدوى" التشجيع المثالي في الملاعب الأوروبية عموما والإسبانية على وجه الخصوص.. صحيح أن بعض حالات الشغب تحدث في تلك الملاعب، لكنها تكاد تكون محدودة وقليلة، بعكس ما يحدث في ملاعبنا؛ حيث يشكل الخروج على النص "قاعدة" والتحلي بالروح الرياضية استثناء.. هم باختصار يذهبون للاستمتاع بأجواء المباريات ونحن نذهب الى المباريات لنشتم بعضنا وأنفسنا!.

حبذا لو يرتفع المستوى الفني في الملاعب الأردنية.. حبذا لو يرتقي البعض في تشجيعه ويبقي المباراة في حدودها الرياضية لا أكثر ولا أقل.

*نقلا عن جريدة الغد الاردنيه