كانت للمنتخب الوطني لكرة القدم هيبة واضحة.. كان "النشامى" مرهوب الجانب من نخبة المنتخبات الآسيوية والعربية.. هل تذكرون كم مرة فاز المنتخب على اليابان وأستراليا والصين وإيران والسعودية والعراق والكويت وغيرها؟.

أمس، لفت انتباهي إعلان ترويجي يحث الجمهور على تشجيع "النشامى"، في المباراة الودية المقررة عند الساعة السابعة من مساء يوم غد على ستاد الملك عبدالله الثاني، في إطار التحضير للمشاركة في نهائيات كأس آسيا- الإمارات 2019.

الجمهور كان غاضبا بعد الخسارة أمام لبنان بهدف يوم الخميس الماضي.. المباراة كانت ودية، لكن سر الغضب يكمن في أن السوء لازم الأداء والنتيجة معا، وبالتالي تجددت المخاوف بشأن المشاركة المقبلة في النهائيات الآسيوية، ومدى قدرة اللاعبين على تغيير الحال الى أفضل، ويتناسب مع سقف الطموحات والآمال الجماهيرية.

البعض حمّل المسؤولية للجهاز الفني بقيادة المدرب جمال أبو عابد، واعتبر أن في الإمكان أفضل مما كان أو سيكون حتى، مع العلم أن ما في الغيب لا يعلمه إلا الله... الجهاز الفني اختار اللاعبين ويتحمل مسؤولية قراراته، ولكن هل هناك لاعبون "سوبر" خلت القائمة منهم، ويمكنهم أن يفعلوا الكثير في المستقبل؟.
لا أحد راض عن نتيجة المنتخب الوطني أمام لبنان، ولا يمكن لأحد أن يقول إن الجمهور والإعلام يمكن أن يقبلا باستمرار تراجع أداء ونتائج وتصنيف المنتخب، ومع ذلك يجب الإقرار بأن اللاعبين المختارين هم الأفضل محليا.. ربما يكون الاختلاف على اسمين أو ثلاثة على الأكثر.
 

لنتفق على أن عملية البناء وتحقيق النتائج الإيجابية لا يمكن أن يسيرا جنبا الى جنب.. لذلك ترى كثيرا من المدربين لا يرغبون بالمجازفة في عملية البناء والتجديد والزج بالوجوه الشابة بدون ضوابط.. النتائج يحققها اللاعبون أصحاب الخبرة والمستقبل يبنيه اللاعبون الشباب، وفي الحالتين لا غنى عن المزج بين العنصرين "الخبرة والشباب"، للخروج بمنتخب قادر على العطاء بشكل أفضل.

الحالة غير ميؤوس منها، وربما تشهد المرحلة المقبلة انطلاقة جديدة للمنتخب الوطني، شريطة أن تتكامل الصورة بين المنتخبات والأندية والمسابقات، وفي هذه الحالة لن يجد الاتحاد نفسه مرغما على نشر إعلانات ترويجية تحفز الجماهير على الذهاب الى الملعب وحضور المباراة الودية مجانا، ولو كان الحال غير ذلك لذهب الجمهور واشترى بطاقات دخول، علما أن المنتخب اليوم بحاجة الى تحفيز الجمهور، الذي لا مبرر لغيابه عن مدرجات الملعب.

*نقلا عن جريدة الغد