التاريخ : 2017-09-20
‘‘مالوش‘‘ يتسلم الإدارة الفنية الكروية على أطلال إرث الراحل الجوهري
منذ وفاة الخبير العربي محمود الجوهري يوم 3 أيلول (سبتمبر) من العام 2012 إثر نزيف حاد في الدماغ، بقي منصب المدير الفني والمخطط للكرة الأردنية شاغرا، إلى أن تولاه الانجليزي ستيورات جيلينج لمدة عام تقريبا، قبل أن تحدث حالة 'الطلاق' مع الاتحاد الأردني لكرة القدم، إلى أن تم الإعلان رسميا عن تعيين التونسي د.بلحسن مالوش في هذا المنصب قبل بضعة أيام.
ومن الواضح أن الراحل الجوهري ترك فراغا كبيرا بعد رحيله، لم يستطع أحد سده بالشكل الامثل، فبقيت الكرة الأردنية تسير من دون 'بوصلة'، حتى وإن كاد المنتخب الوطني أن يصل نهائيات مونديال البرازيل 2014، لولا أنه تعثر في الخطوات الاخيرة من التصفيات، حين وضعته الاقدار في مواجهة يائسة مع منتخب الاوروغواي في الملحق العالمي.
ومن الواضح أن مالوش يعرف الشيء الكثير عن الكرة الأردنية، خلال لقاء سريع مع اللجنة الإعلامية باتحاد كرة القدم، أكد أنه يعرف الكثير عن الكرة الأردنية، وأنه فضل العمل مع الاتحاد الأردني عن سواه من الاتحادات، احتراما لسمو الأمير علي بن الحسين، الذي يراه قائدا مثاليا للعبة كرة القدم.
ولعل أهم ما تحدث عنه مالوش على عجالة، تلك الصورة السلبية التي انطبعت في ذهنه حول أداء منتخب الشباب في المباراة الودية أمام نظيره العراقي، حين وجد أن كثيرا من اللاعبين يفتقرون لبعض المهارات الاساسية لاسيما فيما يتعلق بكيفية اللعب وتمرير الكرة، وحسب قوله فإن مرد ذلك يعود إلى قصر عمر مسابقات الفئات العمرية.
بنظرة الخبير المتمرس بشؤون كرة القدم عرف مالوش جزءا من مشكلة الكرة الأردنية، لكن المشاكل كثيرة والامر يحتاج الى معالجات بعضها آنية واخرى جذرية، لكن حتى اللحظة لم توضح مهام المدير الفني وحدود صلاحياته، ذلك أن خطوط الاتصال بين المنتخبات من الأول ومرورا بالاولمبي وحتى الشباب والناشئين تكاد تكون ضعيفة ان لم تكن مقطوعة، بعكس ما كان عليه الحال أبان عصر الراحل الجوهري، وإن كانت حدوده آنذاك تتوقف عند المنتخب الأول الذي كان يدار من قبل المدير الفني عدنان حمد، ولم يكن يقبل بحدوث تدخلات أو فرض إملاءات عليه.
ولذلك فربما يكون من صلب عمل المدير الفني الجديد اعادة خطوط الاتصال بين مختلف المنتخبات، وإن كان السؤال يعيد نفسه مرة اخرى بشخوص مختلفة، فيما إذا كانت صلاحيات مالوش ستشمل المنتخب الأول الذي يديره الإماراتي د.عبدالله المسفر وحتى المنتخب الأولمبي الذي يقوده الانجليزي ايان برونسكيل، ام أن الأمر سيتعلق فقط بتقييم اداء ونتائج تلك المنتخبات، من دون التدخل في التعيينات والخطط والصلاحيات؟.
ومن الواضح أن ضعف مسابقات الفئات العمرية ينعكس سلبا على منتخبات تلك الفئات، وشتان بين الماضي والحاضر، حين كان مختلف المنتخبات الأردنية تحجز مكانها في النهائيات الآسيوية وتقارع أقوى المنتخبات، لكنها باتت اليوم بمثابة 'حمل وديع' و'محطة عبور' يسهل اجتيازها، رغم أن منتخب الناشئين بعث إشارات إيجابية في التصفيات الآسيوية المقامة حاليا في الرياض، بعد أن تصدر مجموعته بفوزين على السعودية وسيريلانكا.
ولا بد للمدير الفني وبالتنسيق مع دائرة المسابقات أن يبني خطة جديدة تعتمد على رؤية مثالية، بحيث تتناسب فترة المسابقات لبطولات الفئات العمرية مع الجهد الذي يفترض أن تقوم به الأندية لرعاية فرقها من تلك الفئات، من خلال تفعيل سياسة الثواب والعقاب، وتقديم حوافز مالية تجذب الأندية لرفع درجات اهتمامها بتلك الفئات التي تعد مستقبل الكرة الأردنية.
والحديث عن المسابقات يدفع للتفكير مجددا بإعادة النظر في شكل ومضمون بعض بطولات المحترفين، وكيفية تطويرها أو استحداث بطولات للنخبة تحت أي مسمى مناسب، ذلك أن بطولة الكأس تقام هذا العام حالها حال الدرع وفق نظام 'السلق'، بحيث أن 8 فرق ستلعب مباراتين في الكأس وفريقين سيلعبان 3 مباريات وآخران 4 مباريات عندما يبلغان المباراة النهائية، وهذا رقم ضعيف للغاية اضف إلى ذلك حرمان فرق الدرجتين الأولى والثانية من المشاركة في هذه البطولة بخلاف بقية دول العالم.
وبخبرته الواسعة يدرك مالوش أن الأندية هي اساس العمل، ولذلك لا بد من تفهم ظروفها وماشكلها وطموحاتها وتمتين العلاقة معها، ذلك أن قنوات الاتصال مع الأندية ستجعل الطريق سالكة امام مالوش لوضع بصمته وخبرته على الكرة الأردنية، قد تعيد إلى الاذهان ما فعله الراحل الجوهري خلال 10 اعوام قضاها مع الكرة الأردنية.
عدد المشاهدات : [ 1361 ]