كرة القدم الأردنية ، عانت في الموسم المنقضي ما عانته، ولولا روح المسؤولية التي تسلح بها البعض، لربما لم يكتمل الموسم على خير، وهذا ليس سراً.

الإعتراضات متعددة التي صدرت عن الأندية طيلة الموسم الماضي، فريق يجمد نشاطه الرياضي، وآخر يقرر تعليق المشاركة في بطولة درع الإتحاد، وفريق يهدد بالإنسحاب بسبب الطفر، وهلم وجرّا.. وهي مشاهد "خدشت" صورة كرة القدم الأردنية، لكن عفا الله عما مضى، ولنبدأ مرحلة جديدة مزدانة بالتفاؤل والجدية والرغبة على إحداث التتغير نحو الأفضل.

كرة القدم الأردنية حالها كحال أي رياضة في الوطن العربي والعالم، فدائماً المشكلات التي تعصف بها تأخذ الحيز الأكبر من الإهتمام الإعلامي وعشاق المستديرة باعتبارها تستحوذ على الشعبية الكبرى بين سائر الألعاب، ولذلك فإن القائمين على هذه الرياضة لا بد أن يجتهدوا على مدار الساعة بحثاً عن الأفضل.. فالمسؤولية التي تقع على عاتقهم دائماً كبيرة ومضاعفة.

والأخطاء واردة سواء أكانت تنظيمية أو تحكيمية، ولكن الأهم كيف يكون العمل على تدارك هذا الأخطاء وتجسيد رؤية علمية جديدة ، وبحيث لا نعتمد كلياً على عقد اجتماعات كلاسيكية لا تحقق الهدف المرجو، بل لا بد من خطوات عملية تترجم على الأرض وتؤكد لجماهير الكرة الأردنية بأن القادم سيكون أفضل، وأجمل.

ولا بد من الوضع بعين الإعتبار أن معايير الشفافية والعدالة يجب أن تتجسد بين جميع الأندية والفرق المتنافسة، وخاصة أن حدة التنافس في عهد الاحتراف تصاعدت، وأصبحت ظاهرة القطبين الفيصلي والوحدات محصورة بدخول فرق جديدة تمتلك الطموح والأمنيات التي تعانق كبد السماء.

ونأمل أن يكون الإجتماع المنوي عقده بين الإتحاد الأردني وممثلي الأندية المحترفة وهو الخبر الذي انفرد به  منذ مدة، بأن يكون بمثابة العصف الذهني الذي يتمخض عنه حلولاً مرضية ومنطقية بعيداً عن إبر التخذير، والتقاط الصورة التذكارية.

وعلى صعيد المنتخب الأردني، فلا بد من تقييم المسيرة مبكراً، فالخسارة ودياً مع العراق ثم التعادل سلبياً مع هونج كونج وبعدها مع فيتنام بالتصفيات الآسيوية، تؤكد على وجود خلل ما في المستوى الفني، نحن مع منح الفرصة الكاملة للجهاز الفني، ولكن لا ضير لو قمنا بتصحيح بعض الأخطاء والأفكار مبكراً تفادياً لوقوع "الفاس بالراس".

وما دام الجهاز الفني لمنتخب الأردني يسعى لبناء منتخب المستقبل عبر تصفيات آسيوية فيها التأهل لنهائيات آسيا أشبه المحسوم، فحريّ به التركيز على نجوم المستقبل ليشكلوا السواد الأعظم للقائمة الرئيسة، ولنا في تجربة المنتخب الألماني بكأس القارات، النموذج الأفضل لنتقدي به، ونسير على نهجه، فالأمر لا يحتاج لعبقرية.

بقي القول، بأن ثقتنا بالإتحاد الأردني لكرة القدم بقيادة الأمير علي بن الحسين، كبيرة على دوام الأيام، لكن ذلك لا يمنع من معالجة بعض الأخطاء التي برزت فوق السطح.